المقالات

هل يمكن شم عبق الزهور في غابة محترقة؟!

2065 2017-01-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

   مجتمعنا منقسم من حيث منهجية التواصل، الى قادة ومقودين، زعماء وأتباع، شيوخ ومريدين، الصنف الأول يتكلم والثاني يسمع، هم يقررون ومن يتبعهم ينفذون، الزعماء في المقدمة والأتباع خلفه، الشيوخ يتمتمون؛ ومريديهم يرددون ما تمتموه حتى لو لم يفهموه!

   هكذا؛ وبإزاء الأزمة المنفتحة على مجتمع مُتْعَب، يواصل تفككه وتدمير نسيجه الحيوي، وتراجع نموه الاقتصادي، على إيقاع عنف متصاعد، لا يتوقف المريدين عندنا، عن التباري في “إستعارة القوة المقدسة” من شيوخهم، ليستخدموها ضد أنفسهم، حتى لو اطاحت هذه القوة بحاضرهم ومستقبلهم.

   لأن مجتمعنا مُتْعَب بسبب جور السنين الغابرة، ولأن التغيير باغته على غير توقع، إذ كنا مقتنعين تماما، بأن نظام صدم والمنظومة التي ينتمي اليها، باقون لعشرات بل مئات السنوات القادمة، فإن مجتمعنا لم يكن قادرا على تأسيس طقوس وطنية ثابتة، ولذلك فإنه يواجه صعوبات كثيرة، في سعيه النهوض لوقف هذه المظلمة، التي وجد نفسه فيها، والمحصلة أن كل منا يتبنى أزمته الخاصة به.

   لا معنى للسياسة الراهنة إلا هذا المعنى، الذي لا يشي بأي أملٍ، في تغير قواعد اللعبة السياسية هنا، والساسة هنا لا يجيدون سوى النصيحة، والساسة "الناصحون" ينتمون الى فرق مختلفة متخالفة، وكل فريق أتخذ لنفسه قوةً، تدعم خطابه السياسي بإزاء فريق آخر، والأتباع وقود ماكنة القوة هذه!

   الساسة"الناصحون" ينصحوننا بتغيير عيوننا! بانتظار تغير قواعد الصراعات الدولية والإقليمية، الدائرة على تخوم وطننا وعلى أرضه، وهم لا يعملون بل لا يقدرون على تغيير الواقع، الذي هو ليس إلا ملابس متهرئة وأطمار بالية.

   إنهم يريدوننا أن نرى تلك الملابس الرثة؛ حللا جديدة بألوان زاهية، تماما مثل ما يُدعى عاشق، لأن يشم عبق الزهور في غابة محترقة! فيضعوننا أمام خيارات "أكسباير"منتهية الصلاحية...

   الساسة هنا يعتمدون طقوس ما بعد 9/4/2003، منتشين بخطابات جوفاء، مفتوحة دوما على جماعات تتبع كل منهم، جماعات تخاف بعضها بعض، يدفعها ذلك الخوف لأن تتمنى فناء غيرها، وتسعى لذلك بكل قوة، وبما يمنحها زعمائها وقادتها وشيوخها من مبررات، ومع ذلك تحلم بالعدالة والمساواة، في وطن حملوا معاولهم لهدمه!

   كلام قبل السلام: الناس هنا رهائن نزاع دائم؛ على سلطات مرتهنة لدى ساسة نخاسين..!

 

   سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك