قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
من الصعب جدا، التوصل الى تعريف مناسب للفشل السياسي، يربط ببين وصلنا اليه من حال، وبين الفشل السياسي وتأثيراته، وتتعقد النتيجة أذا حاولنا الفصل بين فشل مؤسسات الدولة، وفشل القوى السياسية في إقناع جماهيرها بسياساتها..
فيما يتعلق بفشل مؤسسات الدولة، ينداح سؤال كبير مؤداه؛ هل تكون آثار الفشل ونتائجه، بادية في السياسات والخطط ام في الاهداف أيضا؟ وهل يقصد بفشل الدولة السياسي؛ من أنها فشلت في تطبيق المبدأ، أي في تنفيذ ما عليها تجاه المواطنين، وفقا للعقد الإجتماعي المبرم بينها وبينهم، من حيث رعاية الشؤون بواسطته أو بآلياته.
ستبرز أمامنا كومة من الأسئلة الصعبة الإجابة؛ من قبيل: ما هو توصيف الفشل، وما هي آلياتهه؟ وماذا عن أدوات الفشل؟ هل هي الأفراد العاملين في مؤسسات الدولة، أم في مسارات العمل، أو في الخطط، أم في كلها جميعا؟!
في مقام محاولة إيجاد توصيف للفشل، فمن المؤكد أن المحاولة، تبغي البحث عن مخرج مما نحن فيه، وعليه وللخروج من مأزق الأسئلة، فإن هناك وصفاً مجمع عليه على الأقل أكاديماً للفشل السياسي: هو عدم قدرة الدولة، على إنجاح مشاريعها من حيث هي مشاريع، أي فشلها في تنفيذ خططه، وحينما تفشل الدولة في إنجاز الخطط، فلا قيمة لتسميتها بأسم الدولة!
إذا كانت بعض الدول؛ قد نجحت سياسيا وفشلت اقتصاديا, والعكس صحيح؛ فان "دولة" العراق؛ فشلت مع الأسف معظم المجالات، بدءً بالاقتصادي وانتهاء بالأمني ومرورا بالسياسي.
لقد أبتدأ الفشل؛ منذ اللحظة التي حصل فيها التغيير، في نيسان عام 2003، فقد شاعت منذ ذلك الوقت، مفردة"العراق الجديد"، وهي مفردة تعني قطع صلة العراقيين بماضيهم، سواء بنية التخلص من ذكريات الآلام، أو التخلص من حقب الآثام، متناسين أن الألم وذكرياته؛ تشكل إحدى ضمانات بناء مستقبل رصين...
بسبب فشل القوى السياسية، فإن الشعارات والخطابات، حول الشراكة الوطنية والديمقراطية لم تعد مجدية، ولم تعد تتمتع بمصداقية لدى العراقيين..
كلام قبل السلام: فيما يتعلق بفشل القوى السياسية؛ فإن الأسئلة إذا بدأت لا يمكن إيقافها قط، اسئلة كالأطفال الذين لا يتوقفون عن طرح أسئلة محرجة على أسرهم، من قبيل : من أين أتيت أنا..!؟
سلام...
https://telegram.me/buratha