المقالات

التسوية؛ بين العراق والسعودية..!

1457 2017-01-20

 

واثق الجابري

 لا يختلف إثنان على حاجة الحوار البشري؛ إلاّ العصابات والإرهابيين، وما يميز البشر عن سائر المخلوقات؛ أن كل أفعاله مرهونة بالكلمات، ورُبَّ حرف واحد يغير مدلولات معاني، ويحول القضية من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، ومن مؤتمر حوار بغداد ومؤتمر الرياض؛ فوارق بالمنطلقات والمرامي والأهداف.

 إنطلق مؤتمر حوار بغداد؛ بمشاركة عدة دول؛ دون مشاركة السعودية وتركيا، وأقامت السعودية مؤتمر للحوار دون دعوة العراق وسوريا.

بعد حروب شرسة وصراعات طائفية؛ عُقد في بغداد مؤتمر حوار للإعداد مرحلة ما بعد داعش؛ شعوراً من بغداد بأهمية الحوار وإيجاد تفاهمات، والتخطيط لعملية سياسية وتشريعية وإيجاد سبل للسلام، وإشراك الرأي الدولي؛ لرغبة عالمية وقناعة بتأثير الإرهاب وشمولية أخطاره.

 السعودية هي الآخرى أقامت حوار؛ دعت فيه دول التحالف الدولي وبعض الدول الإقليمية؛ إلا أنها استثنت العراق وسوريا؛ في حين انهما الدولتان المعنيتان بصورة مباشرة بمواجهة داعش والمجاميع الإرهابية الآخرى، ويخوضان حرباً شرسة؛ تكاد تضع لمساتها الأخيرة بهزيمة الإرهاب.

 لم تأت مسألة الحوار جزافاً؛ وإنما لقناعتين مختلفتين أولهما: ان الأطراف العراقية أدركت حاجتها الفعلية للحوار وحقن الدماء وتوحيد الخطاب والرؤى، والحديث بصراحة من دولة إستطاعت الإنتصار على إرهاب عالمي؛ فيما كانت القناعة الثانية: متراجعة عن دعمها للتطرف والمراهنة على الصراعات الطائفية، وأن الإستمرار لا تُجدي نفعاً وتأتي بنتائج عكسية؛ لذا تسعى لتحالفات تبرر أفعالها السابقة والداعمة لمجاميع إرهابية، وكلا الطرفين أقروا بوجوب الحوار والقناعة بحاجة المنطقة للتسويات السياسية؛ اذن هي تسوية في المنطقة؛ ولكنها على خلاف بين نظرة السعودية والعراق.

 أن إقامت السعودية لحوار بعيداً عن بغداد وسوريا والأطراف المعنية بالصراع؛ محاولة لتعزيز نفوذها وتقليص الدور الإيراني؛ فيما تدل عدم دعوة العراق على إصرار السعودية على عدم تسمية ما يُقاتله العراقيين والسوريين بالإرهاب؛ بل معارضة غير معنية بالمشكلة العالمية مع الإرهاب، وهذا ما يختلف عن وجهة النظر العراقية، التي تدعو لإيجاد حلول من داخل العراق بين الأطراف التي تؤمن بالعملية السياسية، وأن أختلفت توجهاتم، مع اعلام بقية الدول لإجل المساعدة؛ كون الإرهاب له جذور دولية فكرية.

مفارقة لدى بعض القوى السياسية العراقية؛ بأنها تنتقد عدم دعوة العراق الى مؤتمر الرياض؛ فيما تعارض دخول العراق في حوار يحقن الدماء.

 السعودية لا تملك الجرأة على الإعتراف بأخطائها، وأن أموالها وأعلامها ساعد بشكل مباشر وغيره بتنامي الإرهاب؛ رغم قناعتها بأن مركب التسويات تحرك في المنطقة، ووحوارها تدافع على مقود قيادته؛ إلا ان الحلول في العراق وسوريا لا تكفيها تواقفات الخارج؛ ان لم يك في داخل دولها إجماع سياسي؛ على وجوب الحلول الحوارية والإلتقاء عند المشتركات؛ لذا من الأجدر بالقوى العراقية أن تبحث حلول وتعتقد مؤتمرات وحوارات داخل العراق، ويكون شامل لمختلف المكونات المتفقة والمختلفة؛ للخروج برؤية عند نقطة الوسط، ومراجعة العملية السياسية برمتها، وإيجاد قوانين إنتقالية لفترة ما بعد داعش؛ لمعاقبة من تورط بالإرهاب، وفض النزاعات والثارات، وتعويض الضحايا وإعادة النازحين؛ مع شراكة مجتمعية توازي دور الحكومة، وإذا كانت السعودية بالفعل تسعى للحفاظ على نفسها من الإرهاب؛ فعليها مراجعة أفعالها تجاه العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك