المقالات

ما بعد تحرير الموصل..مراجعة للذاكرة..!

2052 2017-01-19

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

    إنتظرنا سنتين وأربعة أشهر وخمسة أيام، حتى نشرع بعملية تحرير الموصل، التي أحتلها "تنظيم" داعش الإرهابي بسويعات قليلة، بعد ان تخلى عنها "جيش" من عدة فرق عسكرية، مسلحة بأرقى أنواع الأسلحة، وكان بالموازاة مع هذا "الجيش" الذي هزمه "تنظيم"، عدة أجهزة أمنية، شرطة محلية وشرطة أتحادية وأمن وطني وجهاز مخابرات..وحكومة محلية.

    من المؤكد أننا سننتصر على هذا "التنظيم"، وسنهزمه لامحالة، فقد ولد لدينا "جيش" حقيقي، غير ذلك "الجيش" المهزوم، ومعه تناخى كل العراقيين تحت عنوان الحشد الشعبي، المتسلح بشرعية فتوى الجهاد التي أصدرتها المرجعية الدينية العليا.

    بين إحتلال الموصل وبين لحظة الشروع بتحريرها، مسافة كبيرة من الشعور الألم، وبمرارة الخسارة الفادحة التي سببها خروج الموصل، ومحافظات عدة عن حضن الوطن، لكن الأقسى وطأة على النفوس، هو بقاء متسببي هذه الخسارة المهينة، حاضرين وبقوة في المشهد السياسي وفي الدولة أيضا، بل وبمهارة فائقة تنصلوا عن عارهم وألصقوه بغيرهم، وها هم يتلمضون كالبغايا، بعد كل ليلة حمراء يقضينها مع زبائنهن الفجرة، إذ حينما يحل الصباح، يحلو لهن الحديث عن العفة.

    مراجعة الذاكرة شيء مهم، ونحن نتوجه لإنهاد وجود داعش أولا، ونحو بناء منظومة حكم وعلاقات مجتمعية جديدة، باتت تعرف في المصطلح السياسي العراقي المنحوت، بالتسوية التأريخية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

    دعونا نتذكر ما كان يجري في الموصل وبعض المحافظات، قبل إحتلالها من قبل التحالف البعثوداعشي؛ إذاك حصلت أحتجاجات وتظاهرات وأعتصامات، في مناطق معينة من العراق، وقرأنا ها في البداية من وجهها الديمقراطي، مع أنها لم تكن تحمل هذا الوجه، ونتذكر أن الديمقراطية التي وفرها النظام القائم وليس غيره،هي التي أتاحت للمحتجين والمتظاهرين والمعتصمين، فرصة أن يقوموا بما يقومون به.

     خمسة وثلاثون عاما من حكم البعث، كان شعبنا العراقي يتعرض خلالها لأعسف أنواع الظلم، ودعونا نسلم أن هذا الظلم، كان عاما على كل العراقيين، لكن الشيء الثابت؛ أن وطأته كانت أشد في الجنوب والوسط وفي كردستان، لكنه في المحافظات التي شهدت إحتجاجات وإعتصامات، لم يكن يكاد يذكر.

    نتذكر أن ردود أفعال شعبنا، كانت تتناسب طرديا مع حجم الظلم وقسوته، وكان رد فعل الشعب الأقوى، قد حصل إبان الأنتفاضة الشعبانية المباركة، التي كانت الغرسة الأهم في الربيع العراقي.

    في ذلك الوقت؛ سجل التاريخ أن كل العراقيين قد إنتفضوا، ما عدا المحافظات التي نعنيها! وهذا مؤشر يوفر كثير من المعطيات، لعل من بينها وربما هو أهمها، أن الذين كانوا يحركون الإحداث سلبا في عهدنا الجديد، كانوا ضمن آلة النظام السابق في تلك الأيام، بل أن من بين من قادوا الأعتصامات، من قمعوا إنتفاضة شعبان عام 1991..!

    نتذكر أيضا؛ الشعارات التي رفعت في الإحتجاجات والإعتصامات، التي مهدت لسقوط الموصل والمحافظات "إياها"، أنها كانت  تتحدث عن "حقوق" البعثيين، بل ورفعت أعلام البعث.

    كلام قبل السلام: إنها الديمقراطية المنفلتة، وليس غيرها هي التي أتاحت لهم، أن يذهبوا الى آخر مدى في مطالبهم، دون أن يأخذوا في حساباتهم، أن مطالبهم تؤذي جمهرة واسعة من أبناء شعبنا، وآخرها إعتراضهم على عد عيد الغدير من ضمن العطل الرسمية، وهو موقف يتعين أن لا ننساه لهم، ونحن ذاهبون نحو تسوية لتأريخية معهم، مثلما لا يمكننا نسيان موقفهم في الأنتفاضة الشعبانية، حينما أسموا محافظاتهم بالمحافظات البيضاء، فيما اسمونا غوغاء..!  

    سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك