المقالات

كيف تحولنا الى شعب من الخصوم؟!   

1782 2017-01-18

 قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

دعونا نسلم؛ أننا شعب مكون من أفراد وجماعات، مختلفة الألوان أثنيا ودينيا ومذهبيا ، بل وعقائدية أيضا، وأن إختلاف الألوان صيرنا شعبا معبأ بالإختلاف.

لكن هذا الإختلاف؛ لم يكن يوما سببا لتمزقنا، كما يريد من يريد أن يوصلنا اليه الآن من يريد، وكي نعبر أزمتنا الراهنة، فإن علينا أن نبحث في الأسباب، التي أبقتنا طيلة قرابة إربعة عشر قرنا صامدين كشعب.

   صحيح أن أحداثا جساما مرت علينا، وأن المصائب كان تجري دوما علينا، مثلما يجري دجلة والفرات، من الشمال نحو الجنوب، وهو أمر له دلالته، لكننا لم نستسلم يوما، ولم نرفع الرايات البيض، لتحل محلها رايات سود.

   خلال هذا الزمن الطويل؛ عشنا ويلات لو مرت على غيرنا من الشعوب والأمم، لكانت طيا منسيا، ولم يعد لها ذكر في خارطة الوجود، فما هو سر بقائنا؟!

   بعض تلك الويلات؛ ما يزال علقمها مرا في حلوقنا لغاية الساعة، ولا نظن أن يوما قريبا سيمحو تلك المرارة..في سنة 61 للهجرة، قتل هنا على أرضنا، إبن بنت نبينا صلواته تعالى وسلامه عليهما،ي ومها قتله آتون من الشمال الى الجنوب، كما هي مصادر مشكلاتنا دوما!

   قبلها بحوالي عشرين سنة، قتل أيضا على هذه الأرض أبوه، الذي قال عنه رسولنا الأكرم " علي مع الحق والحق مع علي، أينما دار يدور".

   بعدها  جرى ما جرى من صعاب، حيث مررنا بفترات من المد والجزر، كنا رؤوسا يانعة يحين قطافها كلما رغب الطغاة، ولكننا بقينا شعبا موحدا، اسمه شعب بلاد مابين الرافدين أو أهل السواد، أهل هذا النخل السامق علوا، حيث تفيئنا بأفياءه الوارفة، لغاية بداية القرن العشرين، حينما وطأ أرضنا الأنكليز، بعدها بدأت أضخم مشكلاتنا، منذ نزل آدم على هذه الأرض ...

كانت البداية؛ بأن إنتعش الآختلاف مجددا، ولكن بأدوات جديدة؛ وبدفع وحطب أنكليزي، ومالبث هذا الخلاف أن أتسع، ليتحول الى أختلاف؛ وتحولنا الى شعب من الخصوم!

   سني ضد شيعي، لأن الشيعي رافضي ملعون، وعميل لإيران الصفوية، حتى بعد أن تأيد تأريخيا أن الصفويين عرب!.. حضري ضد عشائري، لأن العشائري همجي غير مثقف لا يأكل الصمون، عربي ضد كردي، لأن الكردي يلبس شروالا، ولا يضع على رأسه عقال العروبة العظيم، المسيحي صليبي نصراني، يتعين إجتثاثه من هذه الأرض، حسبما أورثنا القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي، والأيزيدي كافر ملعون، حتى لو حلف بالقرآن الكريم أنه موحد مثلنا، التركماني غريب عن هذه الأرض، ويجب أن نرحله الى تركمنستان، مع أنه هنا قبل الذين يطالبون برحيله!

   كلام قبل السلام: بعد أن نزيل غشاوة الخلافات السياسية عن عيوننا، سنرى أنفسنا في صورتنا الحقيقية، وليست تلك الصورة الزائفة، التي يحاول رسمها لنا صناع الإختلاف..يتعين أن نشخص الخصومة وأسباب إيقاد النار تحتها..أذا توصلنا الى أزالة الغشاوة، سنرجع الى زمن الأختلاف وليس الخلاف،  إذا أقدمنا على هذه الخطوة؛ سنكون قد قطعنا نصف الطريق الى تعايش بناء...

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك