المقالات

هل نظامنا السياسي برلماني؟ أم رئاسي التطبيق؟


علي فضل الله الزبيدي  يبدو إن إنتقال العراق، من الحكم الدكتاتوري إلى النظام الديمقراطي، جعلنا نعيش فوضى عارمة، وليس نظاما ديقراطيا"، فالفوضى التي سيقت للعراق، كانت ممنهجة وموضوعة مسبقا"، والأسباب للمختصين تبدو واضحة وجلية، فأمريكا التي أرادت للعراق، أن يكون ضعيفا" وهشا"، ليصبح نموذجا" لشرقا" أوسطيا" ضعيفا" بمجمله، تلك الأمور مجتمعة جعلت من العراق، دولة بلا مشروع، وحكومة لا تملك برنامجا" حقيقيا"، وبرنامجها الحكومي الذي قدم للبرلمان، عند منح الثقة للحكومة، كان حبرا" على ورق.
 فالحكومة بظاهرها توافقية، والتوفق هنا لا يعني توزيع مفاصال الدولة، وهيئاتها المستقلة، وفق القاسم الإنتخابي كما يشاع، بل التوافق المراد منه، غياب ملامح الحكومة الحقيقة، والتي من المفروق يكون قبالها، معارضة واضحة المعالم والأبعاد، داخل أروقة البرلمان العراقي، وهذا بواقع الحال، من أساسيات الأنظمة السياسية الديمقراطية، بينما في العملية السياسية العراقية، لا نجد اثرا" لهذه الحقائق، فلا حكومة تستند لأغلبية سياسية، تمتلك برنامجا" حكوميا"، يبين مسار الحكومة وعملها، بالإضافة لإنعدام وجود كتلة معارضة برلمانية، ترقب عمل السلطة التنفيذية.
إن عمق الحكومة العراقية، يدار وكالة، بمعنى أوضح، إن أغلبية وظائف الدرجات الخاصة، لا تدار أصالة، أي لم تنل ثقة البرلمان العراقي، بل فقط توكيل السيد رئيس مجلس الوزراء! وعليه فالشخص الموكل، بالمنصب الوظيفي للدرجة الخاصة، لا بد أن يكون خاضعا"، لمراد رئيس السلطة التنفيذية، إن لم نقل تابعا" لإنتمائه الحزبي، وفق إسلوب الإدارة بالوكالة، وعندما نتكلم عن الكادر الحكومي الوسطي المتقدم، وتبعيته لرئيس مجلس الوزراء، فتكون الحكومة بذلك، أحادية التبعية، وفق مبدأ النسبة والتناسب، في توزيع مناصب الدرجات الخاصة.
 والمشكلة في هذا الأمر، هو تهميش دور البرلمان العراقي، كون النظام السياسي في العراق، وحسب ما أقره الدستور، نظاما" برلمانيا" إتحاديا" ديمقراطيا"، فالتنصيب بالوكالة، يعني إن البرلمان لا محل له من الإعراب، في حسابات السلطة التنفيذية، وهذا الخرق الدستوري، يمتد إلى أيام ولاية المالكي، ولا زال مستمرا"في حكومة العبادي، ويبدو إنه نهج متبع، من قبل دولة القانون، مع صمت مطبق من أغلبية المكونات السياسية، ولا أقول كلها، مع عدم وجود وحدة رأي، من قبل أعضاء البرلمان العراقي، تعترض على هذا الخرق الدستوري.
 والشئ المهم الأخر، في موضوع التنصيب بالوكالة، صمت المحكمة الإتحادية، أمام هذا الخرق الدستوري، فليس من صلاحية السيد العبادي، التعين بالوكالة، لذلك الحكومة العراقية، تعيش حالة من الفوضى الإدارية، عليه ووفق هذه المعادلة المغلوطة، فإن أسباب ضعف الأداء الحكومي، يعود إلى رئيس مجلس الوزراء وحزبه أو التكتل الذي ينتمي إليه، ولا نلقي باللائمة على النظام البرلماني، فهذا النظام لم يطبق بمعناه الحقيقي في العراق، بل ما نعيشه ألأن، هونظاما" رئاسيا"، من حيث الواقع والتطبيق، وعلينا أن نعلن النظام الرئاسي، لأنه إستفراد بإدارة الدولة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك