المقالات

متى ترتوي هذه الأرض من الدماء؟!

2201 2017-01-16

 زيد شحاثة
 يعرف من قرأ شيئا من التاريخ, كم مر على أرض العراق, من محن وظروف صعبة, وكم سالت عليها من دماء.
 نشأت في العراق, حضارات كثيرة, وقامت دول في حينها, يمكن أن توصف بأنها عظمى, و جرت معارك كبيرة غيرت مجرى التاريخ, ليس للعراق فحسب, ولكن للعالم بأسره.. ولأسباب وأهداف مختلفة.
 ما يجمع كل تلك الأحداث, هو الكم الهائل من الدماء التي سالت, والعدد المهول من الأرواح التي أزهقت.. غالبها أبناء تلك الأرض, التي حبيت بكثير من الخيرات والنعم, مما لا يمكن أن تجدها مجتمعة في أي بلد اخر.
 بعض تلك المعارك والمواقف, كانت لضرورات دينية ووطنية, وأخرى كانت تضحيات عبثية لنزوات حكامطواغيت, وانظمة دكتاتورية, فيما كان بعضها الأخر, لوقوع البلد, في وسط معركة لا ناقة له فيها ولا جمل, كونه يقع بين دولتين أو حكمين متحاربين.
 تكررت تلك المأسي, حتى أعتاد العراقيون حالة الموت, وصعوبة الحياة, وصاروا يستغربون إن مرتبهم فترات هادئة, فلا قتال ولا موت ولا دمار.. لكن هذا حال مصطنع, فحتى القتال والجهاد, يجب أن يكون طلبا للحياة الأمنة.. وعندما لا يكون هناك خيار أخر غيره.. فهل فعلا لا يوجد خيار غير القتال؟!
 مهما طالت المعارك والصراعات, ستنتهي بصلح وسلام يوما ما.. ومن الواضح أن السلام لن يكون مجانيا, وسيحصل على شكل تنازلات متبادلة, وقبول بحلول وسط, تحقق شيئا ما لكل الأطراف.
 إعتدنا في العراق, على وجوه تعيش على المشاكل والصراخ, وتصب الزيت على النيران, وتحاول أن تديم الأزمات, وتطيل أمدها لأقصى وقت ممكن, لأن وجودهم مرتبط بها.. فلا إنجازات لديهم, ولا مشاريع لمستقبل البلد, ولا يمكنهم تقديم أي شيء.. فارغون إلا من نفس طائفي يسعى للفتنة, يطلبون كرسيا للحكم, أو منصبا تافها, ولو بأي ثمن كان.
 اما أن لهذه الأرض ان ترتوي من دمائنا؟ أما أن لنا أن نتفاهم ونتوقف عن الموت لأجل الموت فحسب؟!
 هل التنازل عن أشياء, أو التراجع عن مواقف, أو منح سلطات, او إعطاء حقوق معقولة, لنحقق سلامنا الداخلي.. هو خيار صعب؟ وتلك الدماء؟!
 الشهادة في سبيل دين ووطن ومال.. خيار الأبطال, لكن أن تبقى تلك الخيارات مفتوحة إلى الأبد ومستمرة, لأسباب سياسية, او طلبا للسلطة.. هو العبث بعينه, أليس كذلك؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك