المقالات

"عمي أنطيني ربع"

1557 2017-01-16

رحمن الفياض قد تكون هذه التوسلات مألوفة لدى جميع العراقيين في التقاطعات والأسواق من فتيات صغار واطفالا بعمر الورود, ظاهرة التسول لدى الأطفال الصغار, مرض خطير ينهش الجسد العراقي المتهالك أصلاً, وهي مشروع مستقبلي لجريمة منظمة.
أستغلال الأطفال في التسول ليست وليدة اليوم, فعلى مدى مئات السنين كانت هذه الظاهرة موجودة في العراق الحديث, ولكنها أزدادة في الأونة الأخيرة بشكل كبير ومخيف, حيث دق ناقوس خطرها القادم.
لظاهرة التسول جملة من الأسباب فمنها ماهو مادي ومنها وراثي,اوأنتقام بيئي, وسوف نتطرق لها,التربية هي البذرة الأولى في حياة الطفل, قد تكون التربية الخاطئة في بداية حياة الطفل, تلعب دورا كبير, فتعليم الأطفال على طلب الحاجة من الغير, وطلب العون, تؤسس لظاهرة التسول, فيجدها الأهل نوع من الشطارة والنباهة ولكنها زراعة للنواة الأولى للتسول عند الأطفال, هذا من جانب ومن جانب اخر نجد ان الطفل وبغريزة حب المال والحصول عليه بدون جهد عقلي او عضلي يستسيغ الحالة ويبدء بطلب المال من كل شخص يصادفه في الطريق.
المجتمع العراقي وعلى مدى أكثر من أربعين عاما, ابتلي بحروب كثيرة, وكانت من نتائج تلك الحروب, جيوش من الأرامل والأيتام, الفاقدين للعائل, وقد يكون التسول هو ملاذهم الوحيد, للحصول على المال, من أجل توفير لقمة العيش وعدم وجود الموجه التربوي الذي يعلمهم عزة النفس والكرامة ويمنعهم من أذلال أنفسهم بالتسول وتعريض حياتهم لخطر الأستغلال بكافة أشكاله.
الوراثة في التسول والجينات المضطربة , أحيانا نشاهد عوائل بكاملها تتسول في التقاطعات, وهذه الظاهرة تؤسس لوراثة المهنة من الأباء الى الأبناء بعد التعود عليها وعدم وجود رادع ديني او أخلاقي, لردعهم او توجيه بوصلتهم بالشكل الصحيح.
الأطفال الصغار هم الخطر القادم, الذي يهدد المجتمع, واخلاقياتة, أن استغلال الأطفال بسبب ظروف العوز والفقر في مجال التسول يجعل من هؤلاء الصغار مشاريع للانحراف الأخلاقي والأمني, فحرمانهم من حسهم الطفولي وأقحامهم في عالم بعيد عن عالم الدراسة واللعب واللهو, وأكتسابهم لعادات شاذة وتصرفات لا تنسجم مع براءة الطفولة بسب احتكاكهم مع مجتمع يكبرهم سناً وعقلاً, وعدم تميز عقولهم الصغيرة للصواب والخطاء, يجعلنا نتوقف هنا لنقول هناك خطر قادم.
أن هذه الظاهرة بحاجة لتظافر الجهود من جميع الجهات الحكومية,والأهلية, منظمات المجتمع المدني ورجال الدين, المثقفين وغيرهم, لتوعية المجتمع باضرار هذه الظاهرة, وعدم الأنجرار وراء العواطف والمشاعر,لأن التعاطف يزيد من تفاقم المشكلة, ولأن الصغار مكانهم الطبيعي هو المدرسة وعالمهم الجميل هو اللعب والبيت, ومكانهم ليس مع اللصوص والسراق والمجرميين, الذين يقضون على طفولتهم البرئية بالأستغلال بكافة أشكاله وانواعه, من أجل الحصول على المال, وفي النهاية يكون مكانهم أما السجن او القتل.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك