المقالات

حتى لا نذبح كالنعاج..!

1884 2017-01-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   ونحن نتابع التفجيرات الإرهابية الخيرة، التي عبر بها تنظيم الشر الوهابي "داعش"، عن كينونته وعن خبرته بالإجرام، لا يسعنا إلا القول؛ أن مستوى صبر العراقيين، على تحمل كل هذه الأهوال التي تمر بهم، فاق كل المستويات التي وصلها بشر غيرنا.

    لم يسجل التاريخ أن شعبنا يذبح في كل ثانية، ولكنه مصر على أن تمضي الحياة؛ بمن تبقوا الى أمام.

في محاولة للبحث عن أسباب إبقاء مطحنة الموت، وهي تعمل بكل هذا الزخم والقوة، طيلة السنوات الأربعة عشر المنصرمة من تاريخنا الجديد، يحق لنا القول متسائلين: ومتى كانت تلك المطحنة متوقفة؛ قبل سقوط صدام ونظامه، حتى نتحدث عن أربعة عشر سنة فقط..!

سيقودنا هذا التساؤل المفتوح؛ الى عدد كبير من الأسئلة، التي تتزاحم منحية الإجابات فيما بعد، لأن الأسئلة تتحول الى كم هائل من المعطيات، التي نعرف جميعا الإجابات المفترضة عنها..

    موضوعية الطرح تقتضي؛ الإجابة عن سؤال كبير مؤداه: وهل كان يمكن أن نتصور، أننا سنبني بلدا ديمقراطيا بلا دماء وتضحيات؟ والإجابة طبعا ستكون نفيا، لأن لا أحد سيتخلى عن سلطانه طوعا، وسيقاوم ويقاتل؛ للإبقاء على وضعه الاستثنائي في الزمن الاستثنائي، وهذا بالضبط ما يحصل اليوم.

    إن الإرهاب ليس أشباحا غير معروفة، ولا جماعات منعزلة في الصحراء، تغير على تخوم المدن، بل هم  بيئة متكاملة هرمية التكوين وكل له دور، وكلهم بلا إستثناء؛ نشأوا في رحم التطرف الوهابي، الذي صادر المكون السُني الكريم.

    بعض هذه البيئة الحاضنة للإرهاب، دخل أجهزة الدولة؛ للحصول على مواقع تخدم معركته..بعضهم شارك بالعملية السياسية؛ ليوفر الغطاء لمقاتليه.. بعضهم الآخر، أنجز بنية إعلامية، تروج لقيمه ومبادئه وتسوغ جرائمه..بعضهم تقمص دوما ثوب الضحية، مؤلبا الرأي العام المحلي والإقليمي ضد الوضع الجديد، وبما يخدم قضيته الأساسية، المتمثلة برغبة جامحة للبقاء أسيادا الى الأبد.

    أكثرهم خطرا؛ أولئك الذين تغلغلوا في المنظومة الأمنية، مستخدمينها وسيلة لضربنا في عقر دارنا وفي خاصرتنا، يسندهم "رفاقهم" في المنظومة القضائية والعدلية، معرقلين كل إجراءات تقاضي الضحايا ضد المجرمين.

    هذه هي عناصر معركتنا، التي تجري فصولها الدموية؛ على شوارع بغداد بدرجة أساس، وشوارع بقية المدن لتشتيت جهدنا.

    إذا وعينا طبيعة هذه المعركة بكل دقائقها؛ سننتصر بسهولة، لكن إذا بقي واحد، وواحد فقط منا يغرد خارج سربنا، ويهون من دمائنا ولا يحترمها، يتعين أن لا نتهاون معه، وأن نضعه في خانة الأعداء مع أنه "يرتدي" جلدا مثل جلدنا..

    كلام قبل السلام: وصلت الرسالة يا "تحالف وطني" أم لم تصل..؟!

 

    سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك