قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
ونحن نتابع التفجيرات الإرهابية الخيرة، التي عبر بها تنظيم الشر الوهابي "داعش"، عن كينونته وعن خبرته بالإجرام، لا يسعنا إلا القول؛ أن مستوى صبر العراقيين، على تحمل كل هذه الأهوال التي تمر بهم، فاق كل المستويات التي وصلها بشر غيرنا.
لم يسجل التاريخ أن شعبنا يذبح في كل ثانية، ولكنه مصر على أن تمضي الحياة؛ بمن تبقوا الى أمام.
في محاولة للبحث عن أسباب إبقاء مطحنة الموت، وهي تعمل بكل هذا الزخم والقوة، طيلة السنوات الأربعة عشر المنصرمة من تاريخنا الجديد، يحق لنا القول متسائلين: ومتى كانت تلك المطحنة متوقفة؛ قبل سقوط صدام ونظامه، حتى نتحدث عن أربعة عشر سنة فقط..!
سيقودنا هذا التساؤل المفتوح؛ الى عدد كبير من الأسئلة، التي تتزاحم منحية الإجابات فيما بعد، لأن الأسئلة تتحول الى كم هائل من المعطيات، التي نعرف جميعا الإجابات المفترضة عنها..
موضوعية الطرح تقتضي؛ الإجابة عن سؤال كبير مؤداه: وهل كان يمكن أن نتصور، أننا سنبني بلدا ديمقراطيا بلا دماء وتضحيات؟ والإجابة طبعا ستكون نفيا، لأن لا أحد سيتخلى عن سلطانه طوعا، وسيقاوم ويقاتل؛ للإبقاء على وضعه الاستثنائي في الزمن الاستثنائي، وهذا بالضبط ما يحصل اليوم.
إن الإرهاب ليس أشباحا غير معروفة، ولا جماعات منعزلة في الصحراء، تغير على تخوم المدن، بل هم بيئة متكاملة هرمية التكوين وكل له دور، وكلهم بلا إستثناء؛ نشأوا في رحم التطرف الوهابي، الذي صادر المكون السُني الكريم.
بعض هذه البيئة الحاضنة للإرهاب، دخل أجهزة الدولة؛ للحصول على مواقع تخدم معركته..بعضهم شارك بالعملية السياسية؛ ليوفر الغطاء لمقاتليه.. بعضهم الآخر، أنجز بنية إعلامية، تروج لقيمه ومبادئه وتسوغ جرائمه..بعضهم تقمص دوما ثوب الضحية، مؤلبا الرأي العام المحلي والإقليمي ضد الوضع الجديد، وبما يخدم قضيته الأساسية، المتمثلة برغبة جامحة للبقاء أسيادا الى الأبد.
أكثرهم خطرا؛ أولئك الذين تغلغلوا في المنظومة الأمنية، مستخدمينها وسيلة لضربنا في عقر دارنا وفي خاصرتنا، يسندهم "رفاقهم" في المنظومة القضائية والعدلية، معرقلين كل إجراءات تقاضي الضحايا ضد المجرمين.
هذه هي عناصر معركتنا، التي تجري فصولها الدموية؛ على شوارع بغداد بدرجة أساس، وشوارع بقية المدن لتشتيت جهدنا.
إذا وعينا طبيعة هذه المعركة بكل دقائقها؛ سننتصر بسهولة، لكن إذا بقي واحد، وواحد فقط منا يغرد خارج سربنا، ويهون من دمائنا ولا يحترمها، يتعين أن لا نتهاون معه، وأن نضعه في خانة الأعداء مع أنه "يرتدي" جلدا مثل جلدنا..
كلام قبل السلام: وصلت الرسالة يا "تحالف وطني" أم لم تصل..؟!
سلام..
https://telegram.me/buratha