المقالات

سرّ قوة الشيعة في مرجعيته الدينية

2029 2017-01-07

عباس الكتبي

 

تصدت المرجعية الدينية خلال تاريخها الطويل،للغزو الأجنبي الكافر،وللحاكم الجائر،تارة بالسيف،وتارة بالفكر، وتارة أخرى بالفتاوى الشرعية.

من أمثلة المواجهة الفكرية،عندما دفعت المرجعية بعناصرها الحوزوية، لإيضاح الحقائق الدينية،ورد الشهبات، والتصدي للحملة التبشيرية المسيحية، التي عمت البلاد الإسلامية في مطلع القرن الماضي،المصاحبة مع الاحتلال بلدان المسلمين،وكان من أبرز المتصدين لهذه الحملة،العالم المجاهد آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي"قده"،كما تصدى المرجع الديني الأعلى السيد محسن الحكيم"قده"للمد الشيوعي الإلحادي، في آواخر القرن الماضي.

المرجعية الدينية؛أيضاً قامت بالمواجهة العسكرية،للغزو الأجنبي، تصدى علماء إيران لمواجهة غزو الروس في أواسط القرن الثالث الهجري،وكان من أبرزهم آنذاك الشيخ احمد النراقي"قده"مع المجاهدين لصدهم،وحينما غزت الجيوش البريطانية العراق،وقف علماءنا مع العثمانين،الذين لاقوا منهم ظلماً وجوراً،ولكن دفاعاً عن بيضة الإسلام قاموا بواجبهم وتناسوا ذلك كله، ومن أبرزهم المرجع الاعلى آنذاك السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي"قده"، والمرجع الديني الكبير الشيخ محمد تقي الشيرازي"قده"،واليوم تصدت المرجعية بإمامة السيد السيستاني، للمجاميع الارهابية والتكفيرية.

من المميزات التي تميزت به المرجعية الدينية عن بقية طوائف المسلمين الأخرى، المواجهة السلبية،وتمسكها بالنهي عن الركون الى الظالمين،تبعاً للقرآن وتعاليم الأئمة عليهم السلام،فقد حرمت إعانة الظالمين والركون إليهم،ومن أمثلة ذلك: الفتوى الشهيرة بحرمة التنباك، للسيد الشيرازي الكبير"قده"في ايران، وفي العراق صراع السيد محسن الحكيم"قده"مع النظام الملكي، والقاسمي،والعارفي،من اجل القوانين المخالفة للإسلام،وفي وقتنا الراهن طالبت مرجعية الامام السيستاني، بتغيير الوجوه الفاسدة،كما افتى المرجع الديني النجفي بحرمة انتخاب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

قال المستشرق إدوارد بروان الذي كتب عن إيران:(إن المجتهدين والملائية يمثلون قوة عظيمة في إيران،وهم يهتمون في كل ناحية من نواحي الحياة البشرية،من أدق التفاصيل في الطهارة الى اعظم القضايا السياسية،فالمسلم الشيعي حين تقع له مشكلة،لها مساس مباشر بالأحكام الشرعية،فإنه يتقدم بها الى أحد المجتهدين يستفتيه في حلها، والفتوى التي يصدرها المجتهد قد تشمل تكفير ملك أو وزير…

والواقع ان وجود المجتهدين، الكبار في النجف وكربلاء،أي خارج الحدود الإيرانية،دعم مركزهم وجعل لهم حصانة،وقد حاول الكثيرون من حكام إيران تقليص نفوذ هؤلاء المجتهدين قبل العهد الصفوي وبعده،فلم يوفقوا في محاولاتهم إلا قليلا،لان الملائية يؤلفون طبقة وطنية حقيقية، ويمثلون في كثير من الأحيان مطامح الشعب ووجهة نظره،واستطاعوا غيرة مرة أن يدرأوا عن الشعب جور الحكام).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك