المقالات

غبار على بسطال عراقي

2534 2017-01-01

واثق الجابري

ما إنفكت أحداث الشرق الأوسط؛ إلاّ بمجموعة من الضياعات بمد وجزر وجِزارة، وكفتي ميزان متأرجحتين؛ ثقليها يرفع  خفيفها الى مهب الريح الغريبة، ومن يوم داعش ودولتها المزعومة، وسوريا والعراق مركز خرافتها، ويُخطيْ من يقول أن الملفين يسيران بوتيرة مختلفة أو منفصلة.

سوريا بعد حلب تختلف عن ما بعدها، والعراق بعد الموصل، سيطابق ما آلت له الوقائع، وداعش الرقة يوازي الخلايا النائمة في العراق.

 معركة حلب والموصل وما يحدث في المنطقة؛ مقدمات لحلول كبرى؛ توصلت لها القناعات العالمية والأقليمية والمحلية، وتصاعد ذروتها؛ لفض تشابك الملفات والتدخلات الدولية، وإعداد لحجز مقاعد أكثر في طاولات التفاوض، وبعد مراهنة حلب؛ خسرت أطراف مساندة التطرف بمسمى "المعارضة"، وكشفت على إنها تدعم مجاميع تتصارع وتتفق على أيدلوجية القتل، ودليلنا تحالف مع جبهة النصرة الإرهابية، وبعد هزيمة الإرهاب تتجه سوريا الى تسوية تاريخية برعاية تركية روسية؛ تشترك فيها الحكومة وكل أطراف المعارضة؛ بإستثناء داعش وجبهة النصرة، وينص على وقت أطلاق النار وبدأ المفاوضات.

 إتفاق وقف أطلاق النار سيفرح السوريين والراغبيين بالسلام وحماية الإنسانية، وسيحقن دماء بريئة ويحفظ على ما تبقى من ممتلكات المواطنيين والبنى التحتية، وفي سوريا لاعبين من دول متعددة جائت الحلول من أطراف خارجية تؤثر على طرفي النزاع، وأتفقت روسيا وتركيا ورحبت أيران، وسكت الأطراف المتقاتلة وكأنها أدوات تتحرك بفعل خارجي، وإذا كانت روسيا وأيران مع الحكومة، وتركيا مع بعض الأطراف، ولكن الغرابة غياب دور الخليج الذي انفق المليارات من للسلاح والفكر والإعلام؛ لدعمهم الأطراف المتطرفة الطائفية، والثانية؛ دفنوا رؤوسهم وعورتهم يراها القاصي والداني.

إن ما بعد الموصل؛ يشابهة ما في سوريا بعد حلب، وتحرير الأرض لوحده؛ لا يقضي على الخلايا النائمة والمراهنات بأدوات أقليمية طائفية، وبما أن طرفي النزاع العراق؛ الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة؛ وخلفهم معظم العراقيين؛ مقابل ثلة قليلة من القتلة والطائفيين والمنتفعين من الفوضى، وخلفهم دواعش الفكر والسياسة وعبيد الدولار، فالحلول العراقية ستحسق كل المراهنات الدولية، وتقطع دابر الإرهاب بهروب الأطراف الداعمة له فكرياً وإعلاميا وسياسيا.

في سوريا ظهرت الأطراف التي انفقت المليارات وهدرت الدماء؛ بلا وزن في الساحة الأقليمية والعالمية، وفي العراق هؤولاء غبار على بسطال عراقي.

إذا كان الإعتقاد أن معركة الموصل محسومة قريباً بالنصر، ففي سوريا كانت تسويات تنظر النتائج، ووقف إطلاق النار سيفرح كل من فكر بإنسانية، ووجد السلام وإسكات صوت الرصاص أفضل مكسب؛ لا غالب ولا مغلوب؛ إلا فوز الأبرياء بتسوية تاريخية تحافظ على ما تبقى ويوقّف ألسنة النار وشرار الفكر والمال المتطرف، وفي العراق إجماع عراقي على مُحاربة داعش، مع رفض أي حوار من ثلة قليلة تراهن على بقاء الإرهاب والفوضى، ولن تؤثر كونها ستدفن رؤوسها بوحل عارها، وقد قالت البنادق كلمتها، وتبقى الخلايا النائمة تحركها الفوضى السياسية، وما حاجة التسوية؛ إلاّ لقطع الطريق على المتربصين، وعندما نقبل ونفرح بتسوية في سوريا؛ علينا قبولها في العراق، وننفض المتطرفين والإرهابيين ومسببي الأزمات؛ كما ينفض الغبار من بسطال مقاتل عراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك