المقالات

غبار على بسطال عراقي

2289 2017-01-01

واثق الجابري

ما إنفكت أحداث الشرق الأوسط؛ إلاّ بمجموعة من الضياعات بمد وجزر وجِزارة، وكفتي ميزان متأرجحتين؛ ثقليها يرفع  خفيفها الى مهب الريح الغريبة، ومن يوم داعش ودولتها المزعومة، وسوريا والعراق مركز خرافتها، ويُخطيْ من يقول أن الملفين يسيران بوتيرة مختلفة أو منفصلة.

سوريا بعد حلب تختلف عن ما بعدها، والعراق بعد الموصل، سيطابق ما آلت له الوقائع، وداعش الرقة يوازي الخلايا النائمة في العراق.

 معركة حلب والموصل وما يحدث في المنطقة؛ مقدمات لحلول كبرى؛ توصلت لها القناعات العالمية والأقليمية والمحلية، وتصاعد ذروتها؛ لفض تشابك الملفات والتدخلات الدولية، وإعداد لحجز مقاعد أكثر في طاولات التفاوض، وبعد مراهنة حلب؛ خسرت أطراف مساندة التطرف بمسمى "المعارضة"، وكشفت على إنها تدعم مجاميع تتصارع وتتفق على أيدلوجية القتل، ودليلنا تحالف مع جبهة النصرة الإرهابية، وبعد هزيمة الإرهاب تتجه سوريا الى تسوية تاريخية برعاية تركية روسية؛ تشترك فيها الحكومة وكل أطراف المعارضة؛ بإستثناء داعش وجبهة النصرة، وينص على وقت أطلاق النار وبدأ المفاوضات.

 إتفاق وقف أطلاق النار سيفرح السوريين والراغبيين بالسلام وحماية الإنسانية، وسيحقن دماء بريئة ويحفظ على ما تبقى من ممتلكات المواطنيين والبنى التحتية، وفي سوريا لاعبين من دول متعددة جائت الحلول من أطراف خارجية تؤثر على طرفي النزاع، وأتفقت روسيا وتركيا ورحبت أيران، وسكت الأطراف المتقاتلة وكأنها أدوات تتحرك بفعل خارجي، وإذا كانت روسيا وأيران مع الحكومة، وتركيا مع بعض الأطراف، ولكن الغرابة غياب دور الخليج الذي انفق المليارات من للسلاح والفكر والإعلام؛ لدعمهم الأطراف المتطرفة الطائفية، والثانية؛ دفنوا رؤوسهم وعورتهم يراها القاصي والداني.

إن ما بعد الموصل؛ يشابهة ما في سوريا بعد حلب، وتحرير الأرض لوحده؛ لا يقضي على الخلايا النائمة والمراهنات بأدوات أقليمية طائفية، وبما أن طرفي النزاع العراق؛ الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة؛ وخلفهم معظم العراقيين؛ مقابل ثلة قليلة من القتلة والطائفيين والمنتفعين من الفوضى، وخلفهم دواعش الفكر والسياسة وعبيد الدولار، فالحلول العراقية ستحسق كل المراهنات الدولية، وتقطع دابر الإرهاب بهروب الأطراف الداعمة له فكرياً وإعلاميا وسياسيا.

في سوريا ظهرت الأطراف التي انفقت المليارات وهدرت الدماء؛ بلا وزن في الساحة الأقليمية والعالمية، وفي العراق هؤولاء غبار على بسطال عراقي.

إذا كان الإعتقاد أن معركة الموصل محسومة قريباً بالنصر، ففي سوريا كانت تسويات تنظر النتائج، ووقف إطلاق النار سيفرح كل من فكر بإنسانية، ووجد السلام وإسكات صوت الرصاص أفضل مكسب؛ لا غالب ولا مغلوب؛ إلا فوز الأبرياء بتسوية تاريخية تحافظ على ما تبقى ويوقّف ألسنة النار وشرار الفكر والمال المتطرف، وفي العراق إجماع عراقي على مُحاربة داعش، مع رفض أي حوار من ثلة قليلة تراهن على بقاء الإرهاب والفوضى، ولن تؤثر كونها ستدفن رؤوسها بوحل عارها، وقد قالت البنادق كلمتها، وتبقى الخلايا النائمة تحركها الفوضى السياسية، وما حاجة التسوية؛ إلاّ لقطع الطريق على المتربصين، وعندما نقبل ونفرح بتسوية في سوريا؛ علينا قبولها في العراق، وننفض المتطرفين والإرهابيين ومسببي الأزمات؛ كما ينفض الغبار من بسطال مقاتل عراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك