المقالات

سؤال الى جمهور المُتخاصِمين..؟!

1620 2016-12-17

واثق الجابري   عملياً لا يمكن إلغاء الآخر في واقع الديموقراطيات، كما لا  يمكن أن تُستغل فسحتها للتسقيط، أو إستخدامها كورقة إنتخابية مبكرة، وما إنتهاج الديموقراطية؛ إلاً وسيلة لتحقيق الأمن والسلم والتقارب من العدالة الإجتماعية، والمحافظة على حقوق الآخر وإحترام الرأي المخالف.   كل فعل سياسي أو رد عليه؛ لابد أن يُراعي التحديات الكُبرى، ولا تحدٍ أسوء من إرهاب داعش والأزمة الإقتصادية. عمدت كثير من القوى  على تحشيد الجماهير والإعلام؛ لأجل التسقيط والإستهداف وإلغاء الآخر، وأن كلف خسران العملية السياسية، أو التمزق أمام أجندات إجتمعت على تدمير العراق والإطاحة بالتجربة الديمقراطية؛ نافية بذلك سمات الدولة الحديثة، والرأي والرأي الآخر، والتعددية وتعدد وجهات نظر ومعارضة، وحرية تظاهر وإجتماع. كثير من الممارسات تفعلها بعض القوى بصفة المُتحدي والصوت الأعلى وإستغلال الجماهير، والصولات المنتظمة على بعضها؛ في بلد يخوض صولته الأخيرة على الإرهاب، وهناك مسؤولية وطنية وأخلاقية؛ تدعو الى نبذ الخلافات والترفع عن المصلحة الشخصية والحزبية، والتبصر على أن الراهن أخطر ما يهدده؛ تفرق أيادي من المفترض أن تجتمع لضرب عدو واحد.هل سمعتم أن معظم الساسة ووسائل إعلامهم يتحدثون عن تعميم الفساد، ويقولون كلهم فاسدون وكلهم فاشلون؛ مستثنياً بذلك نفسه، وكلمة "أنا" لم تعد حكراً ومعظم يقول "أنا أنا" وصور القيادات تملأ الشوارع، فيعترضون على غيرهم ويقبلون لأنفسهم، ولا ينتبهون على أن التسقيط والتشهير والإعتداء على الآخر؛ من أشد مصائب العراق وما يُزيد التوغل فيها؛ إلاّ الإنزلاق في منحدر تضيع الوطن والإتهام بسوء النوايا، ونفس الحقوق التي يعطيها بعضهم لنفسه يستكثرها ويمنعها ويحرمها على غيره.إن الترويج للأخطاء ورمي الحجارة  من بين بيوت الزجاج؛ فمن المؤكد ستأتي بنتيجة أن لم تكن مماثلة فهي أسوأ، ومَنْ علم المجتمع على تناول الألفاظ النابية؛ هم مجموعة ساسة إنحدروا الى درك التسافل الوطني، وإستخدام وسائل مشينة ومواقع وهمية وصور فاضحة للرد على الآخر، وما تلك القناني وتقاذف الأحذية داخل البرلمان، وسماجة الخطاب التلفزيوني لبعض الساسة؛ إلاّ خير معلم يتعتقده البعض حسناً، وأن تلفظ كفراً. ممارسة التسقيط؛ معارك شخصية زج الشارع في رحاها، وما تُخرج؛ يصلح أن يكون طعام يتقاسمه المتخاصمون؛ في وقت لاحق بعيد عن أنظار المسحوقين. التظاهر والإعتراض على العمل السياسي مكفولة بالدستور؛ كما كفل حرية الإجتماعات وإقامة التجمعات الجماهيرية، وكل فعل يحدث لتعكير المعركة المصيرية عمل مشين يصب بمصلحة الأعداء، ولا وقت للشارع العراق بالإنشغال بخطابات وتجمعات أن لم تصب بتحشيد الرأي العام بإتجاه المعركة، ولا رد فعل أو إعتراض يثير أزمات؛ إلاّ وأوقف الجهود التي تسعى لجمع القاعدة السياسية والشعبية، وأن كان هناك تنافس فلابد ان يحفظ كرامة عموم المجتمع ويرفع الوعي لإنتاج الأفضل، وأما شعارات بالروح بالدم، أو أنا والكل يذهب للجحيم، وتهديدات بقتل وصولات وسحل، فهي خارج أطر التبادل السلمي للسلطة، وتمهيد للقوة والتآمر والعنف والكيد، والعراق في معركة مصيرية تحتاج توحيد الجهود، وما يُفعل غير ذلك؛ نسأل به جمهور المُتخاصِمين؟!    
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك