المقالات

أيهما أكثر عفونة .. رز الحصة أم وزارة التجارة؟!

1746 2016-12-15

  ثامر الحجامي      مر عليَ؛ أكثر من 14 يوما, وأنا بعيد عن أهلي, كوني مقاتل؛ في صفوف الحشد الشعبي, في قاطع عمليات تلعفر, مرابطون على السواتر, نقاتل أوباش الصحراء وزمر الإرهاب, انقطعت فيها سبل الاتصال مع عائلتي, بسبب عدم توفر خدمات الاتصال, في تلك الصحراء القاحلة.
     وما إن وصلت الى المنزل, حتى عم الضجيج بين صفوف العائلة, فرحا بسلامتي, فهذا يقبلني وذلك يحضنني, والصغار فتحوا الحقيبة, بحثا عن علبة النساتل, التي وعدتهم بإحضارها, بينما أصرت سيدة المنزل, على ممارسة مهنتها المعهودة, وإعداد وجبة غداء تليق بوصولي, وعلى رأسها مادة " التمن ", التي لا تخلوا منها, الموائد العراقية أبدا.
     لم يطل الأمر, أكثر من ساعة, حتى تم إعداد المائدة, والجلوس حولها لأشاهد صحن الرز, الذي يختلف على ما اعتدنا عليه, فقد كنا نشتري نوعا من الرز, منذ ثلاثة أشهر, لم نستلم فيها الحصة التموينية, ولما سألت عن سبب الاختلاف, كانت الإجابة بأنه "رز الحصة ", الذي ما إن تقربه, حتى تشم رائحته العفنة, التي تزكم الأنوف, وحين تتذوقه, يجعلك طعمه المر والكريه, تبتعد عن كل أنواع المأكولات .
     حقيقة؛ حين تذوقت ذلك الرز, تذكرت كيف إن الموظفين, في جهاز السيطرة والتقييس, بثوا مقاطع فيديو, على وسائل التواصل الاجتماعي, يطبخون فيها الرز ويأكلونه, ليثبتوا بأنه صالح للأكل, وتمنيت أنهم أمامي, لكنت جعلتهم, يأكلون جميع حصتي من الرز حتى التخمة, أو افعل بهم كما فعل شاه إيران, حين دفن احد المهندسين, في حفرة بأحد الطرق, كونه غير مطابق للمواصفات الفنية.
   كلنا يتذكر تصريحات وزارة التجارة العراقية, بان الرز المستورد لحساب البطاقة التموينية, هو من النوعية الجيدة, وانه مفحوص من قبل شركات عالمية رصينة, وان الذين يدعون فساد هذا الرز, يحاولون إثارة مشاكل, لدى الرأي العام, ولا ندري أصحاب هذا التصريح, هل استلموا حصتهم من هذه المادة ؟, وهل تذوقوا طعمه ؟, أم وضعوا أنفسهم وعوائلهم بعيدا عنه ؟, متنعمين بأموال الفساد, التي حصلوا عليها, من هذه الصفقة.
     يعلم الجميع إن صفقة الرز الفاسد, تم اكتشافها والباخرة التي تحمله, لا زالت راسية في الموانئ العراقية, ولكن توزيعها من قبل وزارة التجارة, بعلم من لجان النزاهة في البرلمان, وهيئة النزاهة الحكومية, ولجان الفحص والتقييس, يثبت قوة منظومة الفساد, التي تتحكم في قوت الشعب العراقي, وتمارس الإبادة الجماعية ضده, دون أن يهمها وازع من حرمة, أو خوف من سلطان, وان وزارة التجارة, أكثر عفونة من الرز, الذي تم توزيعه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك