المقالات

التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات

1471 2016-12-11

واثق الجابري ظواهر سلبية؛ أنتجت سلبية الإعلام والثقافة الإجتماعية، وضاع في ضجيجها  ملامح دولة المواطنة؛ ببروز المواطن والحزب والطائفة والقومية والعشيرة، وما أفراد الشعب المجتمعين؛ إلا توابع متفرقة لحلقات أضيق تنطوي على عناوينها، وتمنع طبيعتها إكمال سلسلة الموطن، وتفترق لتبعد في أدنى حدود المشتركات؛ الى مكنونات راغبة بالإنفصال والإحتراب، وتُقسم المجتمع الى رغبات ذاتية؛ تدفع المجتمع الى شتاته بصورة لا إرادية.
الحديث عن يوميات السياسة يشعرك بالملل؛ عندما لا يحلو لمعظم العاملين  في مجالها؛ إلا الطعن بذاتهم وذاتها، وكأن الديموقراطية عالم غرائب وأنجحها الشواذ.
يدّعون حب الوطن وأياديهم تهدم جدرانه، ويتحدثون عن الوحدة وأفكارهم شتى؛ يتلاعب فيها جملة المفلسين والكالحين، اللذين يغيضهم أن يكونوا مفردة من جمع مشارك في بناء دولة مواطنة؛ تساوي الحقوق وتُقسم الواجبات، وبذلك لا يستسيغون إلاّ لغة التخوين والتشكيك وإشاعة نظرية المؤامرة وسوء الظن.
ما نتحدث عن قوى فقدت بوصلتها وشعبيتها؛ فيقع الحاكم بدور المعارض، والمعارض بدور المخرب، والمسؤول بلباس الدكتاتورية والشخصنة والحزبية؛ دون إدراك أن القوة الأكبر مُطالبة بالنجاح ومسؤولة عن الفشل، ولها أكثر تمثيل شعبي له مطالب، وعليها واجبات أكثر تمثيل سياسي، وفي العراق يتحمل التحالف الوطني تلك المسؤولية؛ في دولة كادت تفقد ذاتها وشعبها وحدودها وسيادتها، وهاجمها الفساد والإرهاب، وما يجعل التساؤل أكبر حين لا يجتمع التحالف من عام 2010 الى 2016م؛ إلاّ حين الإنتخابات ويتفرق بعد توزيع السلطة.
دعونا نبحث عن أسباب الخراب والدمار، ولا طرف من حقه التنصل من المسؤولية وإلقاء كرته في ساحة الآخر، ويتفنن الساسة وإعلامهم على إجادة اللعب بمشاعر البسطاء، وكيف يتحدث قادة التحالف الوطني عن الفساد  وتغلغل الإرهاب وبيدهم نصف السلطة والبرلمان؟! أو كيف تجد القوى الآخرى أكبر قوة متفرقة تجذب لطرف منها وتترك آخر، ومن يتحمل ضياع ثروة العراق والأرامل والأيتام التي خلفها الإرهاب والفساد، وإذا كنا نُقر بالمسؤولية فالخلل بالأكثرية الحاكمة، التي سعت بعض أطرافها الى تفرق المصالح المشتركة ومسؤولية حفظ سيادة الدولة وبناءها؛ على مصالح دونية؛ من شأنها تحقيق رغبات من لا يُريد للعراق خيراً؟!
إن التحالف الوطني أمام مسؤوليات كبيرة وفرصة لا يمكن تحقيقها؛ إلا من خلال توحيد صفوفه وخطاباته، ورسم رؤى مستقبلية تضمن سلامة وأمن العراق،  وإحتواء المكونات، وتعويض ما فاته من فرص بناء الدولة التي شتتها فرقته وتناحره.
إلتئام التحالف الوطني يُشكل ضغطاً سياسياً على مركز القرار، وتحديد مشتركات الخروج من الأزمات؛ بإستخدام وسائل ديموقراطية لتفعيل العمل الحكومي والبرلماني.
عندما إختار الشعب ساسة يمثلوه؛ فأن خياره بحث العقلانية والوحدة وبناء الدولة، وما على القوة الأكبر إلا تنظيم نفسها وخطاباتها، وإدراك أن العراق يحمل مقومات النجاح وتجاوز الأزمات؛ في حال تجاوز ساسته حساباتهم الضيقة، وعلى هذا الأساس لابد  على تفعيل عمله المؤسسي ولجانه التي  تشكلت، وتلافي الأخطاء السابقة، وعندما يتوحد الممثل الأكبر للشعب؛ حتما ستلتأم بقية الأطراف، ويدور فلك العمل السياسي حول محور الوطن، ونحو رغبة وأمنيات المواطن، وتنتهي تلك السلبية السياسية والإخفاقات، التي جعلت الشعب شتات متناحر؛ بإعلام سلبي روج لثقافة الإنقسام.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك