المقالات

ورقة التسوية لماذا الآن ؟

2837 2016-12-07

مهدي أبو النواعير
هل نستطيع أن نثق بورقة التسوية التي يريد التحالف الوطني وبعض الأطراف السياسية تمريرها هذه الأيام؟
يسأل الكثير : تسوية على ماذا؟ وتسوية مع من ؟
من هي الأطراف التي ستجري معهم هذه المصالحة ؟ وهل أن هناك نفع أو فائدة فيها بعد الكم الهائل من المصالحات والتوافقات والتفاهمات ومواثيق الشرف التي حاول طرف التحالف الوطني بشكله المعروف, إجراءها مع الطرف الآخر الناقم والغادر دوما ؟
ابتداءا يجب ان نعرف أن هناك اختلاف في المصطلح, فسابقا كان هناك مفهوم المصالحة, وهي التي تكون بين مختلفين يقفان عند نقاط بداية موحدة, بينما التسوية ستكون ماذا نريد , وماذا يجب ان يُقدم لنا, وما الذي سوف نرفضه ولا نريده . فالتسوية هنا سوف تكون نوع من أنواع فرض شروط المنتصر القوي, وكلنا يعلم بأن المعارك التي حصلت قد بينت قوة أحد الطرفين وغلبته وتمكنه وسيطرته على الأرض, بل ودخوله في عمق أرض المقابل والسيطرة عليها .
كل حرب بين طرفين لابد لها أن تنتهي, طبعا على شرط توفر عنصر التعقل والحكمة لدى أحد الطرفين, وإلا فغياب هذين الشرطين , سوف يقود إلى إستمرار مسلسل طويل ومحزن من سيل الدماء, وخسارة الأموال, وتهديم الإقتصادات, وتخريب تركيبات المجتمع نتيجة هذه الحروب, ومع ذلك فكل حرب مهما كانت طويلة سوف تنتهي في فترة زمنية ما, إما أن تكون طويلة بحيث انها تحرق رجال الطرفين وتستهلك أموالهم فلا يبقى لديهم ما يقاتلون به, وإما ان تنتهي في فترة تعقل تحصل لدى أحد الطرفين أو كلاهما بعد أن تثبت موازين القوى وتظهر حدودها ويعرف المعتدي حجمه وتفاهة قوته, وعدم تمكنه من إلغاء الآخر أو إذلاله أو تخنيعه. 
المنطقة الاقليمية والدولية تسير ،وفي ظل ظروف انهيار اقتصادي، نحو اعتماد مفهوم السلم, بعض الدول الداعمة لأطراف النزاع في العراق (وبالأخص الداعمة لقوى الإرهاب) أيقنت بأن طرف التحالف الوطني (الشيعي) طرف ليس بالسهل ولا الهين, وليس بالطرف الذي يفتقد القدرة أو الكفاءة في اللعب على أوتار القوة والضعف (الدولية والإقليمية والوطنية- الإقتصادية أو السياسية أو العقائدية), لذا وصلت هذه الأطراف الداعمة إلى نتيجة مفادها أن استمرار الحرب سوف لن يكون بمصلحتها, عدا ما هو متوقع من الاستنزاف الغير مفيد لكل الأطراف, لذا كان تدخل الأمم المتحدة في المشاركة بإقرار ورقة التسوية هذه , إشارة واضحة إلى خنوع تلك الأطراف الداعمة, وإقرارها بأن طرف التحالف الوطني (الشيعي) هو الأقوى في المعادلة. 
ورقة التسوية هي فرصة تأريخية لنجلس ونتحاور ونحن الأقوياء, ونفرض شروطنا ونحن المنتصرين, ونأخذ حقوق شهدائنا ونحن الغالبين ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك