المقالات

لا تسوية بلا حشد 

2484 2016-12-05

عمار جبار الكعبي 

الاستعانة بكل شخص قادر على حمل السلاح ، اذا ما تعرض أمن الدولة الى تهديد داخلي او خارجي هو عرف دولي ، وتصرف عقلائي لا يحتاج الى تبرير ، كون حفظ الأمن وارواح المواطنين هي الغاية من هذا التصرف ، اذ لا يمكن ان يعاب ذلك على الدولة في حال قيامها بذلك ، وهذا ما نص عليه حتى الدستور الامريكي ، الذي يعتبر من اكثر دساتير العالم ديمقراطية ومدنية ، حيث نص على حق رئيس الجمهورية بالاستعانة ب( المليشيات ) لغرض الحفاظ على الأمن القومي الامريكي في حال تهديده 

وضع الحشد الشعبي بعد تحرير مدينة الموصل ذاهب بأتجاه الترتيب ، لتلافي بعض الخروقات التي تحدث هنا او هناك ، وهي حالة صحية يجب دعمها ، والاعتراض على قانون الحشد او المطالبة بالغائه بعد إقراره هو تكريس لحالة الفوضى ، ومحاولة لعدم حصر السلاح بيد الدولة ، وهو ما عانيناه ونعانيه منذ التغيير ولغاية اليوم ، إقرار القانون هو خطوة بأتجاه مأسسة الدولة وإعادة ترتيب الأوراق ، واستعادة هيبة الدولة ، كسلطة عليا ولا توجد سلطة خارجها او اقوى منها مهما كانت صفتها او تاريخها او مواقفها 

قانون الحشد هو إقرار لحالة موجودة في الواقع او بلغة اخرى هو الكشف عن كيان موجود ، وليس خلق جهاز جديد داخل الدولة ، اذ لو افترضنا عدم إقرار القانون فلن يختلف الامر فالحشد موجود ، ولكن الرؤية اقتضت ترتيب اوراقه ، وربطه برئيس الوزراء لضبط إيقاعه وعدم تسيسه ، لكيلا يكون لكل حزب جيش وجناح عسكري يستخدم في الضغط على الآخرين ، وهذا مدعاة للطمأنينة وليس الخوف ، اذ العجب كل العجب من موقف القوى الرافضة لتنظيم هذه الحالة ، ورغبتها ببقائها على حالها 

ان إقرار القانون هو احد الإنجازات التي يجب الإشارة والإشادة بها ، لانه يمثل احد مخرجات مأسسة التحالف الوطني ، والانتقال من فوضويته الى فاعليته وتنظيمه ، لينتقل من حالة الشتات وعدم التنسيق الى ان يكون بيضة القبان ، ومحور الحركة البرلمانية والحكومية ، وكذلك يعد القانون ابرز المداخل للتسوية الوطنية المزمع اجرائها ، اذ لا يمكن تخيل عقد اي تسوية بدون وجود قوة حقيقية حامية للعملية الديمقراطية ، في ظل غياب الجيش والمؤسسة العسكرية ، التي تكون مهمتها بعد تحرير الاراضي إتمام تحقيق الأمن ، وزرع الطمأنينة بقلوب وعقول النازحين العائدين الى قراهم ومحافظاتهم ، كون بيئتهم بيئة مساعدة على خلق التطرّف ونشره ، بسبب الموروثات والاجتهادات المنحرفة القائمة على تكفير المختلف واستباحة دمه ، مما يوجب تواجد قوة حامية توفر الأمن للنازحين وتضمن عدم عودة الاٍرهاب من جهة وتكون ضمانة حقيقية لإجراء التسوية الوطنية من جهة اخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك