سيف أكثم المظفر
أنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لفتاة وهي تقود دراجة هوائية، في أسواق محافظة بغداد، وعدّها بعض الناشطين، تلك الحالة بأنها كسر للأعراف الاجتماعية، وعبر آخرون بكونها نوع من الحرية، التي حصلت عليها المرأة العراقية، ووصفها البعض بالتحرر، وهي خطوة لتنال النساء بعض من حقوقها المسلوبة، في ضل مجتمعات محافظة لا تروق لأصحاب ومدعي التمدن والعلمنة، كون عقولهم قائمة على النظرة الشهوانية للنساء فقط.
حبيبي الناشط المدني، الفرحان بركوب أختك لتلك الدراجة، وتعدها منجز وثورة ضد الأعراف جدتك، هل سألت نفسك! وحركة عقلك؛ ليجيبك أحقا إن «البايسكل» هو من حقوق المرأة المسلوبة؟
أتعلم حبيبي مدعي المدنية، أن المرأة اليوم تعاني من اضطهاد وعنف بسبب أمثالك من رواد البارات، كونك تدخل البيت وأنت فاقد الوعي، وتعرض زوجتك وأطفالك للعنف والضرب أحيانا.
هل تعلم عزيزي، أن هناك حالات اجتماعية سلبية تقع ضحيتها المرأة أهم من "البايسكل"..! 8456 حالت طلاق في شهر الماضي في العراق، 2445 فقط في بغداد فقط، حسب بيان مجلس القضاء الأعلى، هل تعلم أن نسبة 70% من الأمية في العراق هن النساء؟ هل تعلم أن معدل الأرامل في العراق زاد بخمسة أضعاف عن السابق، هل تعلم أن معدلات النساء في العراق انخفض بنسبة 10% عن السابق، أليس من الأحرى بنا أن نحارب سلبيات المجتمعية التي تعيق تطور المرأة، وتوعية الأهل بضرورة إكمال تعليم بناتهم، وزيادة الوعي الثقافي؛ كونها هي الطبيبة والمدرسة والأستاذة والمربية والأم، وهي نصف المجتمع بل هي كل المجتمع.. الذي يجب أن يصل إلى أعلى المراتب الثقافية كي يخلق لنا جيلا من الشباب الواعد، لمستقبل بلدنا الذي ضاع بين سارق مدعي الدين، وكأس الخمر.
الأفضل لتلك العقول الشهوانية، التي تناقلت صور الدراجة الهوائية، وعلى سرجها يطفوا بحر هائج، اخذ بمده؛ عقولهم، وبجزره؛ عيونهم، ليصورُ للعالم إن المرأة قد نالت حقوقها بذاك السرج، وتلك الهيئة، لا نعلم لماذا تنظر تلك العقول، للنساء كأنهن خلقن للجنس فقط، ويجب أن تظهر مفاتنها في الشارع، كي يتمتع بها الجميع، حالها حال السيارة (البورش)، أو يتصورها البعض أنها وجدت لإشباع نزواته الجنسية، ثم يرميها للكلاب السائبة من رواد الملاهي وعصابات الاغتصاب.
هل تعلم حبيبي أن حالات العنف التي تتعرض لها المرأة من اغتصاب وضرب في العراق وبغداد تحديدا تضاعف إلى عشرات المرات؟ هل تعلم إن التحرش بلغ حدود خطرة في العراق.
لا نعلم كيف ينقل البعض الصورة السلبية، وينمقها بالحرية والأنفتاح ثم يبثها على أنها صورة من صور التطور للمرأة!
علما؛ أن معظم النساء تمارس ركوب الدراجة الهوائية في النوادي الرياضية ، الحدائق الخاصة في المنازل، وهناك كثير من الفعاليات الجميلة التي تقوم بها، دون أن ترخص نفسها للمارة، وتجعل من أنوثتها مصدر للجذب.
هل ترضى لابنتك أن تضع أردافها على ذاك السرج؟ كي يتمتع الجميع بالنظر إلى مؤخراتها وهي تجوب الشوارع!
كل شخص حر بعرضه، بس مال تقنعني أن "البايسكل" قد وفر للمرأة الحرية، و نالت به حقوقها، فبالعافية على "البايسكل" مع التحية
https://telegram.me/buratha