قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
أول أمس ومن إذاعة الـBBC ، كان هناك تقرير صحفي يتحدث عن قانون الحشد الشعبي، وبين مفردات التقرير كان هناك لقاء مع حفار للقبور في وادي السلام بالنجف الأشرف، وتحدث هذا الرجل الذي يعمل في اكبر مقبرة في العالم، عن جزء المقبرة التي يعمل فيه، وهو مقبرة شهداء الحشد الشعبي، وقال أن المقبرة تستقبل في الأيام الإعتييادية بين 20ـ 25 جنازة شهيد، ويرتفع هذا العدد الى الضعف في ايام المعارك.
أول أمس ايضا؛ ولأول مرة منذ 2003، شعرنا أن المشرعين العراقيين فهموا معنى الإنصاف، فأتخذوه سبيلا لإقرار قانون الحشد الشعبي، شعرنا أننا هزمنا لعبة التوافق السياسي القذرة، التي تخلى نواب التحالف الوطني ومعهم نواب الكتلة الكوردستانية وع مهم من الشرفاء من نواب السنة، بعدما خذلهم شركائهم في العملية السياسية، من نواب تحالف القوى السنية.
أول أمس حق لنا ايضا؛ أن نحتقر الذين فاتتهم فضيلة الإشتراك في إقرار هذا القانون، بعدما لعبوا لعبتهم البهلوانية، وحصلوا قبل وقت على قانون العفو العام، الذي كان يفترض أن يكون حافزا لهم، للتصويت على قانون الحشد الشعبي، كجزء من سلسلة عمليات ستؤدي في نهاية المطاف، الى حلحلة كثير من المشكلات السياسية، والشروع بما بات يعرف بالتسوية الوطنية.
لكي لا ننس هذا الموقف المشين، لمن رفض أن ينال شرف الإشتراك تبني قانون الحشد الشعبي، علينا أن نضع موقفه في برواز كبير؛ ونعلقه ضمن مفردات نصب الحرية في ساحة التحرير، ليكون شاهدا على الذين خذلوا شعبهم في أيام المحنة..
هؤلاء الذين يُفترض فيهم كممثلين للشعب، أن يكونوا على درجة كبيرة من علو الهمة، وتبني الحق ومخرجاته، والإنحياز التام نحو المفاهيم الوطنية، لا نرى منهم سوى الغل والحقد، ووضع العصي في دولاب تحقيق الإنتصار على الدواعش، وهم بموقفهم المخزي هذا، تركوا صف الشعب، وأصطفوا بلا حياء بالصف المضاد.
الحقيقة التي يجب أن لا ننساها لأقزام المواقف، هي أن من أمتطوا صهوة الفروسية، ليسوا إلا جبناء الأمس، وأن أدعياء الوطنية هم خونة الأمس، وأن قطاع الطرق أضحوا مهمين ومتصدين للمشهد السياسي.
خلاصة الأمر أن في الواجهة السنية، من لا يريدون أن تستقر الأوضاع في العراق، وهم يخافون الأستقرار، لأنه سيتبعه الإنجاز الذي سيكشف عوراتهم، ولأن الاستقرار يعنى أيضاً بدء الحساب وفتح الملفات..!
كلام قبل السلام: قاتل أخى بالأمس، أصبح اليوم شريكى ورفيق دربى، ويتعين علي أن أُرشده بنفسى، ليقتل أخر الأحياء من أخوتي!
سلام...
https://telegram.me/buratha