المقالات

قانون الحشد الشعبي.. هل هو نصر سياسي, أم ضرورة وطنية ؟

2115 2016-11-27

زيد شحاثة
لا تسن القوانين عبثا, دون حاجة وهدف.. هذا ما يفترض أن يحصل عادة.
يختلف وضع العراق, عن أي دولة أخرى.. فالعراق خرج توا, من حكم طاغية مجرم, وأنغمس في سلسلة مشاكل, تتعلق بما خلفه هذا النظام من دمار, وتبعات ونتائج مغامراته الشيطانية, والدمار والتخلف, في مختلف المجالات الحياتية.
تحمل العراق, فوق كل هذا, أخطاء قوات الإحتلال, وسياساتها السلبية, التي أدت لأن يكون العراق, هدف كثير من التنظيمات الإرهابية, بحجة وجود قوات إحتلال, وأسباب طائفية.. رغم أن حقيقة وجودها كان , حروبا بالنيابة, وأجندات خارجية, إقليمية ودولية, وتصفية حسابات, إنقادت لها تلك التنظيمات, كالخراف تقاد لذباحها.
في لحظة مفصلية من تاريخ العراق, وبعد فشل الحكومة السابقة الذريع, وتراكم أخطائها الكارثية, وبعد سقوط الموصل وما تبعها من مناطق, كانت فتوى الجهاد الكفائي.. هي الخطوة التي, لو لا حدوثها لكنا في حال غير ما نحن عليه الأن
كان الحشد الشعبي ثمرة تلك الفتوى المباركة, وضرورة تطلبتها, معركة الوجود التي كان يخوضها العراق, وتؤيدها نظرة واقعية, لحقائق وطنية, وواقع تاريخي, وجوار إقليمي, فيه ما فيه من مصالح وأجندات.
كان بقاء تلك القوة العسكرية, رغم تشكلها, بإجراءات رسمية وقانونية, دون قانون مشرع, يسبب ظلما وتجنيا, على ما قدمه أبطال الحشد, من تضحيات جسيمة, وما عاناه أفراده, من مشاكل إدارية وقانونية, وخصوصا فيما يتعلق بحقوقهم, وحقوق عوائل شهدائهم.
ورغم أن عسكرة المجتمع خطير, إن لم تكن له أسباب موجبة, لكن حالة الحشد, تختلف جذريا, فلولا ظهوره في الساحة, لكنا نقاتل في أزقة بغداد ربما.. ولأن إستشراف المستقبل بصورة واقعية, يبين أن معظم فصائل الحشد الشعبي, تتبع لجهات سياسية, كان لزاما تقنين تلك القوات, وحصر تبعيتها, وتلقي أوامرها, بيد القائد العام للقوات المسلحة, مع حفظ حقوقها, وما قدمته من تضحيات.
قد يعترض البعض, على وجود هذه القوات, وربما يجعلها جيشا بديلا, أو يتهمها بأنها متشكلة من أغلبية لمكون عراقي, لكن عملها ضمن إطار قانون عراقي, وتبعيتها لقائد القوات المسلحة, يمنع أي تعارض لها مع الجيش العراقي.. وموضوع الأغلبية, إنما هو يظهر واقع حال الشعب العراقي, ويوضح إستجابة كل مكون للدفاع عن الوطن.. أليس كذلك؟!
بعض من يعترض عليه, لا يصرح حقيقة, بسبب إعتراضه, والعائد لخوفه من أن يسبب إقرار القانون, نصرا سياسيا لجهة ما, وأخرون يخافون من تلاشي قاعدتهم الجماهيرية, التي بنوها بخطاب طائفي, ثبت زيفه, بعد سقوط محافظاهم بيد داعش.
رغم أن التحالف الوطني, هو من قدم القانون, وهو من نجح في إمراره, رغم المعترضين, لكنه منجز حقيقي, لكل العراقيين.. وخصوصا من ضحوا ولازالوا, في سواتر الدفاع عن الوطن, ومن مختلف الطوائف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك