المقالات

التسويةالتأريخية: نبتة الصبار لا تثمر تفاحا..!

2049 2016-11-25

           قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

       في قصة "التسوية التأريخية"، ذلك المصطلح حديث التداول في أدبياتنا السياسية، ثمة "نوايا" تنشد السلام والاستقرار، ونعلم بالتجربة أن "النوايا" وحدها لا تصنع المطلوب، بل يجب أن تستند الى وقائع عملية على الأرض.

       الفصل الأول في هذه القصة، هو أن إشتداد وتعقد أي أزمة من الأزمات، هو عنصر جوهري في تكون "النوايا"، وكمقدمة لتحويل "النوايا" الى عناصر إيجابية واقعية، لذلك  يتعين ألاّ تشعر مجموعة أو فئة ما، بأنها مظلومة بشكل مقصود، إذ من المؤكد أن الشعور بالمظلومية يفاقم الأمر، وتزداد تداعياته خطورة، عندما يتعلق الأمر بالعملية السياسية، وسيكون رد فعل تلك المجموعة أو الفئة، عرقلة العملية السياسية والسلمية برمتها.

       ثمة فصل آخر في قصة "التسوية التأريخية"، بابه الأول هو أن بعض الفئات أو المجموعات؛ أحترفت صناعة الأزمات، وهي لا تجد نفسها إلا في الأزمة وخضمها، وهي في كل الأحوال؛ ليست عنصرا إيجابيا في العملية السياسية، ولكنها مشتركة فيها بفاعلية، وهي فاعلية تخريب؛ وليست فاعلية بناء.

       بعيد عام  2003  بقليل، بدأنا نسمع من أوساط تلك الفئات والمجموعات، من يكرر القول أننا كنا نعيش قبل اليوم بسلام ووئام، وأن الذئب كان لا يأكل الشاة لأنه كان شبعان دوما، ترى كيف تزعزع نظامنا الاجتماعي؟ ومن الذي زعزعه؟

    الحقيقة التي لا يمكن السكوت عنها، والتي يطالبنا أصحاب أطروحة"التسوية التأريخية" بالتغاضي عنها،  بدواعي حفظ وحدة الصف الوطني، وغيره من التعبيرات الهائمة، التي لا تعني شيئا في واقع ألأمر، أن محترفي صناعة الأزمات، هم أنفسهم أصحاب الخطاب المعبأ بالسموم والأغراض الصدئة، وهم فلول النظام السابق ومريديه..

     الفصل الثالث من فصول "التسوية التأريخية"، أن مآسي الناس هنا، لا تضع نقطة النهاية إلا لتعود إلى السطر، فالآمال توشك أن تسرق، و ثمة من يعمل على إبقاء الأحلام في دائرتها الأبدية، أحلام فقط  لن تصير واقعا أبدا، فلا دولة عدل ألهي ولا هم يحزنون!

الفلول مايزالون فاعلين، وهم لم يكونوا فاعلين مثلما هم اليوم، فيما المحرومين أنشغلوا أولا؛ بحفلة الفرح بالخلاص من جلادهم، الذي خلف واءه بعد إقباره ثقافة تؤمن بثوابت غريبة، حتى عن منطق البسطاء.

     ثقافة تعتقد أن 70% من العراقيين "صفويين" يتعين طردهم، وإذا لم يكن بالإمكان طردهم لكثرتهم، فيجب عليهم أن يقبلوا أن يكونوا عبيدا، أو شيء أشبه بذلك ولكن بأسم عصري، كإن أن يقبلوا أن يكونوا مواطنين درجة 2، أو أهدافا دائمة لجماعات القتل، المكلفة من قبل فئات ومجموعات صناعة الأزمة، كإحدى وسائلها للمشاركة بالعملية السياسية من بوابة الدم! 

     كلام قبل السلام: لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح...

     سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك