عمار العكيلي
ورد في الحديث النبوي(علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)
كان للمرجعية الدينية الأثر الأكبر، في القضاء على الطائفية، التي إستغلها الدواعش، وكانت وقودا لنار بعض السياسيين الطائفيين، في المواسم الإنتخابية .
المرجعية كانت وما تزال، صمام أمان العراق، ودرعه الحصين، في صمتها حكمة، وفي نطقها موعظة، وعبرة، فإن كانت المرجعية صامته، في بعض الأحيان، فإنها نطقت دما، وقدمت الحوزة العلمية خيرة رجالها، فمنهم من حمل السلاح، وأستشهد، ومنهم من يقدم الدعم المعنوي، واللوجستي للمقاتلين(فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
لم يغب السيد السيستاني، عن الأمة يوما، بل كان حاضرا في جميع المواقف، والمنعطفات الخطيرة، التي مر بها العراق، منذ الإحتلال، وخروجه، وإلى سقوط ثلث العراق بيد الدواعش، وإعلان الفتوى التاريخية في الجهاد الكفائي، التي أعادت الطمأنينة، والتوازن إلى نفوس العراقين، وقوى الأمن، وتطوع الآلاف تلبية للنداء، ودفاعا عن الوطن.
بعد ذلك أصبحت الأمور، تتجه عكسيا لصالح العراق، إذ الإرهاب أخذ يتقلص، يوما بعد يوم، والدواعش يفقدون المحافظات، والبلدات واحدة تلوى الأخرى، فأصبحوا يدافعون في معقلهم الأخير، الموصل التي فقدوا نصفها، وماهي إلا أيام، وتعلن بشائر النصر النهائي، على قوى الشر، والإرهاب، وأذنابهم.
لم يكن السيد السيستاني، مرجعا شيعيا فحسب، بل كان راعيا أبويا، لكل العراقيين بمختلف طوائفهم، بالقول والفعل، ففي الأقوال لطلما أكدت المرجعية، عبر خطب الجمعة في كربلاء، في الحفاظ على حياة المدنيين، ورعايتهم في معارك التحرير، ضد الدواعش، وأن إنقاذ حياة المدنيين، أولى من القضاء على العدو، لذلك فان أبطال القوات الأمنية، إبتعدوا عن إستخدام الأسلحة الثقيلة، والمتوسطة، في تطهير المدن، وعرضوا أنفسهم للمخاطر، والقتل من أجل الحفاظ، على أرواح المدنيين.
وفي جانب الدعم الفعلي، إذ أرسلت المرجعية العليا، المعونات الغذائية، إلى المناطق السنية المحاصرة، في حديثة والبغدادي، في ذلك الوقت، وكذلك المناطق الأخرى، التي شهدت عميات التحرير، كمحافظة الأنبار، وصلاح الدين، والموصل، وإغاثة النازحين في تلك المناطق، بآلااف السلات الغذائية.
بهذا الموقف والروح الإنسانية الكبيرة، سحب السيد السيستاني، البساط من الدواعش، والطائفيين، الذين إدعوا الدفاع عن السنة، فما سمعناه وشاهدناه، أنهم ساموهم سوء العذاب، وقتلوا أبنائهم على الشبهة، واعتدوا على النساء، وأذاقوهم لباس الجوع والخوف.
لهذا قالوا أن(السيد السيستناني، رفع رؤوسنا، وذل داعش)ولبس الدواعش ثوب الذلة، والمسكنة، بما إقترفوه بحق أبناء جلدتهم، ومذهبهم، فأدخل بواسل قواتنا الأمنية، والحشد الشعبي، الرعب في قلوبهم، فولوا مدبرين، لا يواجهون وجها لوجه، بل يتبعون أسايب الغدر والمكر(وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤو بغضب من الله).