المقالات

فيل أحمر يقتحم البيت الأبيض

2444 2016-11-22

واثق الجابري مفاجئة أذهلت العالم، وأصابت معظم الدول العربية بالصم والدوار؛ كمن تقلع به طائرة دون سابق إنذار ولا يعلم أين وجهتها، وكأنهم جلوس في حدائق البيت الأبيض؛ وإذا بالفيل الأحمر يقتحم الأسوار بقوة وحماسة ويُشير بخرطومه عليهم وهو يتقدم تجاههم، ويسمعون تكسير وإنبعاج أسس قواعد لعبة البترول ومتكئهم من قرون.
خلق ترامب هواجس لعديد من قادة العالم، والعرب يراهنون على مواقع الإستبيانات والإعلام وتمنوا فوز هلاري؛ لإمتلاكها خيوط الربيع العربي وحدود دولهم المحمية من واشنطن.
ركز ترامب في خطاباته أن حماياته للدول العربية لن تكون مجانية؛ لأنها مناطق نفوذ وحلفاء أساس في الشرق الأوسط؛ إلا أن الولايات المتحدة إكتشفت إتكالية هذه الدول وعدم قدرتها على حماية نفسها، وتزايدت أصابع الإتهام الموجهة لقطر والسعودية بدعم الإرهاب والنتيجة إتهام مباشر لأمريكا، وتراجع نفوذها نتيجة إندحار مشروع تلك الدول بالهيمنة على المنطقة، وفشلها في إسقاط نظام الأسد وفي القضاء على معارضي حلفائها في اليمن، والأهم من ذلك عدم قدرتها على تغيير نظام الحكم في العراق.
دفعت دائرة التنافس الأمريكية؛ كلا الحزبين للتصويت على قانون (جيستا)، وما كان فيتو أوباما إلا مزيد من تضيع الوقت وإبتزاز السعودية لدفع الرشى، وأتفق الطرفان على اتهام السعودية بأحداث 11 سبتمبر 2001م، وإجماع مجلس الشيوخ والكونغرس؛ سيكون حاضر في عقلية ترامب، الذي نجح بمناغمة العقل الأمريكي وإختطاف الأصوات، التي ترى الحاجة لمزيد من القوة لإستئصال الإرهاب، وإعتبار دولتهم إمبراطورية أعظم تجني كل واردات العالم، ولابد من إستقرار عالمي من مسؤوليتهم يمنع تنامي الإرهاب، الذي صار يهدد حتى من يسير بجانب البيت الأبيض؛ بسبب إعترافات كلنتون بدعم التطرف من القاعدة الى داعش.
إن ترامب لم يأتي بشيء جديد فيما يخص الشرق الأوسط والعرب، والجزية لم تك علنية، ومعظم الدول العربية تدفع بترولها وتستهلك شعوبها؛ لغرض شراء مواقف او تصريح أحياناً، وما ترامب سوى وجه صريح لأمريكا وأداة لإرعاب هذه الدول لدفع المزيد، والأسباب واضحة كون هذه الدول إرتبطت بشكل مباشر بالإرهاب حفاظاً على مماليكها، ودفعت شعوبها للمغامرة والتورط بالإرهاب، والريبة أيضا عمت الأوربيين لإعتقادهم أنه رجل تجارة لا يقدم خدمة مجانية، وفي ذاكرة الخليج خطابات حملته الإنتخابية؛ بتغيير السياسة الخارجية والقضاء على الدول الراعية للإرهاب؛ ما ولد قناعة لدى الناخب الأمريكي بالبحث عن إعادة هيبة أمريكا، وأن الصوت الأنثوي وجذور اوباما لن تحقق لهم الكثير.
تشكل الدول التي صنعتها أمريكا خطر عليها، ومراهنات الخليج فشلت؛ لقدرة العراق على تحقيق النصر؛ فيما تمزقت سوريا بعصابات تتقاتل والدعم من نفس المصدر.
العراقيون وحدهم من يستطيع إيقاف جماح ترامب؛ في حال المحافظة على نصرهم الوشيك على الإرهاب، وديمومة القدرة القتالية التي صنعتها وحدة معركة الموصل، وما يليها؛ مخاضات وتدخلات دولية تتمنى عودة صراعاتهم، وسياسة أمريكا الجديدة القديمة مفاجئات لإعادة هيبتها؛ بالقضاء على الإرهاب والدول الداعمة وحزم الإستراتيجيات، والشدة مع الحلفاء التقليدين، والوقوف بجانب من يدعم وحدة الدول وأهمها؛ عراق في وحدة قراره السياسي يستطيع أن يُملي على ترامب؛ كونه العراق مفتاح تقسيم او وحدة المنطقة وحيث تكون خريطته ستكون الخرائط.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك