المقالات

أكثر الشعوب كرماَ

1660 2016-11-21

  واثق الجابري رغم العنف الذي يعصف بالعراق؛ إلاّ أنه للمرة الثانية يتصدر دول العالم من حيث مساعدة الغرباء، وحلت ليبيا ثانياً،  وبينت ذلك دراسة عالمية، وظهر فيها الشعوب التي تعاني من كوارث وحروب هي الأكثر مساعدة للغرباء؛ إلاّ أن هذه الدراسة قد تكون لبحث هامشي عن واقع المساعدة التي يقدمها العراقيون، وطبيعة العمل الخدمي والتطوعي الذي لا مثيل له، وعند العراقيين مواسم ينفقون بها على ما يزيد عن إنفاق مئات الدول؛ بكرم لا مثيل له ومن الصعب تقدير وإحصاء من يعملون سراً لا يبتغون من عملهم سوى إدامة منهمج إنساني أخلاقي.
يتمع العراق بالمرونة والطبيعة الإجتماعية التي لا يشابهها شعب، وكأن الكرم موروث وحالة سباق، وكلما زادت محنهم ستجدهم أكثر إستجابة إجتماعية إنسانية.
عُدت ملحمة عاشوراء واقعة مفصلية في التاريخ الإنساني، وتجلت عن صراع أزلي بين الحق والباطل؛ من بداية الخليقة الى تاريخها الممتد الجذور أقصى اليمن والشمال، ومن تلك اللحظة هرول فريق  لنصرة الحق وآخر لممارسة الظلم بالإمكانيات المتاحة، ومن الطرفين مآثر وإثارات وتأثير وآثار، والكرم واحد من أهم مظاهر الشجاعة والإيثار؛ من تقديم الماء للعدو، والجود بالنفس لإصلاح المجتمع والدفاع عن الإنسانية؛ مقابل عدو قطع الماء عن النساء والأطفال، والقتال  بالمال لحب الذات والجاه والملذات.
الأربعينية واحدة من أهم الشعائر التي يقصدها الملايين من مختلف سكان المعمورة، ومن تاريخ ذكراها الى اليوم، فقد قدمت أمثلة حية لا شبيه لها في تاريخ الإنسانية، وبالحديث عن الحاضر ستجد سنويا يشارك فيها ما يُقارب 20 مليون زائر؛ تستغرق مسيرة بعضهم أسابيع؛ يجدون فيها من يقدم الطعام والمنام والخدمة بأفضلها، وفي كل أقل التقديرات أن كانت يوم واحد؛ فأنها تحتاج الى 60 مليون وجبة طعام، وأرقام كبيرة من وسائل الإستراحة والنقل والخدمة والعلاج وحمايات.
إن الرقم لا يتوقف بالرقم 20 مليون زائر وطرق خدمتهم وإكرامه؛ بل أن كل هؤولاء مستعدون للخدمة، والمؤكد أن بعضهم يخدم ثم يُخدم، ولا كبير بين القوم بالتسابق لهذه الخدمة، وإذا قلنا أن من شارك بالخدمة بهذا الرقم من شعب تعداده لا يتجاوز 35 مليون؛ رغم أن بعض المحافظات التي لا تستطيع الوصول؛ يقدر سكانها من 8-10 ملايين، وشيوخ وأطفال ومرضى لا يسعهم السير، والنتيجة نجد الغالبية الساحقة من الشعب العراقي شارك بطريقة وآخرى بالكرم والخدمة.
الأربعينية عمل طوعي وكرم لا شبيه له بالكون؛ مقابل تجذر تاريخي  تأصل القيم والعزيمة والشجاعة، وإستنهض همم لولاها لكان الإرهاب هو الحكام في العالم.
  الأربعينة درس وملحمة وطنية؛ يُشارك فيها معظم الشعب العراقي، ومن شجاعة الكرم وعظيم التجربة والإمتداد لمدرسة العطاء، فقد خرجت هذه المدرسة ملايين من المتطوعين اللذين يحملون أسمى قيم الإنسانية والمرونة ولطف التعامل، وبالتالي  سترى عند حدوث كارثة إنسانية؛ إستجابة جماعية وتعاون لا محدود، ومن تحمل هذه المسؤولية التاريخية والتأسي بالثورة الحسينية؛ نجد اليوم أن الكرم العراقي بهذا الشكل لخدمة مليون زائر من دول مختلفة، والكرم الآخر؛هي تلك التضحية  والجود بالنفس لدفع الإرهاب عن الشعوب والإنسانية.
 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك