قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في عام 61 للهجرة؛ بدأت معركة صراع قيض له أن يستمر الى يومنا هذا، وسيستمر الى ما يشاء الخالق من قادم الزمان والى قيام الساعة، صراع تاريخي بين منهجين متناقضين كليا في الأصول والفروع، وفي المقدمات والنتائج أيضا.
المنهج الأول هو منهج الحق؛ الذي يمثله من كان الحق يدور، مع أبيه أينما كان يدور يدور، ابو عبد الله (ع) ذلك الإمتداد الطبيعي، لمشروع بناء "الأمة" الأسلامية، بكل تفاصيل معماره البنائي الفخمة، والذي رسمه جده رسول الله صلواته تعالى وسلامه عليه وعلى آله.
المنهج الثاني؛ هو منهجٌ قائم على بناء "رعية" لحكام طغاة، وعلى أن يكون الرعايا عبيدا وخولا للحكام، وأن "يؤمن" هؤلاء "الرعايا"، بأن حكامهم نعمة أسبغت عليهم، وأن طاعتهم واجبة وحق ألهي مفروض.
المحصلة التأريخية تتمثل بأن 1377 عاما مضت، والصراع بين المنهجين لم يتوقف لحظة قط، وكلما يمر الزمان؛ تضاف الى الصراع عناصر وأسباب إضافية، تُسَعِرَهُ من جهة، وتمنحه وسائل جديدة من جهة أخرى.
كل هذا الزمن الطويل؛ قد مر على ملحمة الطف، ذلك الحدث المفصلي الهام في حياة الأمة الأسلامية، وبكل أبعاد الصراع التي تكتنزها، إلا أن عناصر هذا الصراع بين المنهجين المتضادين المتناقضين، هي هي لم تتغير، فالصراع مايزال دائرا، وليس من المأمول أن ينتهي قريبا، لكننا قد تسلمنا وعدا مؤكدا بأن الزمان لن ينتهي، إلا وتقوم دولة العدل الألهي، التي تملأ الأرض بها قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا.
في عصرنا الراهن، وبرغم غزارة المعطيات المعرفية، الداعمة لمنطق الحق والفضيلة، إلا أن بيننا من يعلنون وبلا مواربة، أنهم الورثة الطبيعيين لراية يزيد بن معاوية ومنهجه، وأن هذا الأنتماء شرف لهم، ويمثل الوهابيون والدواعش اوضح مصداق، على هذه الوراثة التي لا تعني إلا العار والشنار.
لقد أسدى هؤلاء خدمة كبيرة لمنهج الحق، بتبنيهم وراثة يزيد وابيه، وهم بذلك إنما يعطون للصراع بعده الحقيقي، ومصداقيته الواقعية، وأنهم أزاحوا هما عن قادة فكرهم، الذين طالما كرروا: تلك أمة قد خلت، وأننا غير مسؤولين عما فعل السابقون "رضي الله عنهم..!" .
إن طغاة آل سعود وبلا مواربة، يقفون وراء كم الآلام الهائل الذي تحمله العراقيين، لأنهم معتنقي الفكر الوهابي وحاضنته الرسمية، وهم وراء التنظيم الداعشي الإرهابي، الذي أعلن الحرب بلا أقنعة، على مذهب أهل البيت عليهم السلام.
كلام قبل السلام: الحقيقة أن الإقرار العلني، بأنتماء تلك الفئة الى يزيد ومنهجه ليس جديدا، إذ أنه تكرر كثيرا على مر التاريخ، فقط هذه المرة كان الأنترنيت حاضرا، ولو كان الأنترنيت موجودا قبل ألف عام مثلا، لما عجب أحد!
سلام...
https://telegram.me/buratha