رحمن الفياض
عذرا سيدي الفياض, فقد أنكسر القلم وجف حبره, وتلاشت الأفكار, أمام تضحياتك وشجاعتك وبطولاتك وأيثارك على نفسك, وتقديمها فداء للوطن والمقدسات.
العذر كل العذر منك, ان قصرت في الكتابة, فكلما أمسكت قلمي وشرعت أن اجد مايوازي تضحيتك, وخجلت وأنسابت دموعي الحارقة, مع أنني لم اذن لها بالنزول.
الكلمات تقف حائرة في محضرك سيدي ابا هاشم, لقد رأئيتك في عيون محبيك ومشيعيك, جبلاً شامخاً كبيراً, كم كنت أتمنى أن أوفق لخدمتك وتمجيد وتوثيق بطولاتك, ولو الجزء اليسير منها, فأنت الذي أثرت ايقاف نزيف وطن مجروح عانى من الحروب والدمار, على جرحك النازف, فخلدت بدمك كل ذرة من تراب العراق, وجعلتها ترقص فرحى, بأثار قدميك فيها, فالكلمات تبقى عقيمة دائماً, ولن تبوح مافي داخلها, لأنها عاجزة في محضرك.
قد تكون تلك الأثار تمحى بفعل عوامل الطبيعة وظروفها, لكن يبقى أثرها في قلوبنا مابقي الدهر, فكثيرة تلك الأحلام التي تحطمت أثر الأصطدام, فلقد كان حلمنا كبير,حتى تناسينا أن الشهادة هي حلمك الأكبروهدفك الأسمى, الذي تنشده في في تهجدك وتأملاتك وتسبيحاتك, فلقد بالغنا كثيرا في أحلام اليقظة وتناسينا عقدك مع المولى عز وجل.
لازلت أثار تلك الدماء الطاهرة , تبكي على وطن جريح, تلامسها نسمات عليلة تلطف جرحها,تحكي لها قصة عنوانها أثار أقدام, تحكي للأجيال أن هناك رجالاً ضحوا بحياتهم لتبقى الضحكة مرسومة على وجوه أطفالنا, وتعود تلك المراءة المسبية الى ديارها بعدما فقدت عذريتها في بيت طين دنسه الغرباء, في بلاد يونس وحوته الذي يبكي لهول الجريمة.
لك أثار في كل زويا منازل محبيك, يحكي يتكلم وأحيانا يتنفس بحسرة على ما الم بنا من فاجعة بفقدك, ويخيل لي أحيانا أني أسمع تلك الكلمات التي كنت ترددها دائما, اللهم أرزقني الشهادة, وأي شهادة تلك التي نلتها, فبعد أن أدركت كل معارك التحرير, كان لابد من نهاية سعيدة لتلك القصة والسر بين العاشق والمعشوق, هي سعيدة لك بلقاء محبيك ولكن الم فرافقك يمزق دموع عيوننا, فتلك النظرات والبسمة البرئية لازلت تحكي قصتك فأثار أقدامك في مسير الأربعين لازال في مكانه يحكي ويتنظر قدومك هذا العام.
https://telegram.me/buratha