المقالات

اسباب إنحدار السياسة الأمريكية 

2234 2016-11-11

واثق الجابري

القناعة الأمريكية والإقرار، بوجود إنحدار متسارع وتراجع النفوذ والتأثير، وتنامٍ متعاظم للكراهية؛ هي ما يدفع المتنافسين على الرئاسات الأمريكية لإنتقاد سابقيهم؛ إلاّ أنهم لا يختلفون بوصف مخالف السياسة الأمريكية بالضد  وموقع المعادي، ولا بأس من إتخاذ التدابير المشروعة وغيرها؛ من أجل الحفاظ على الإستراتيجية الأمريكية بذريعة الحفاظ على الأمن القومي، ومن يخالف ذلك من الرؤوساء؛ سينتهي بفضيحة للتخلص منه من أقرب الأبواب.

ممارسة العنف والقوة وفرض الحلول الرأسمالية لأستغلال الشعوب؛ على حساب الكادحين وإرادات الشعوب؛ إتخذته الولايات المتحدة الأمريكية كعنوان لرسم إستراتيجياتها.

ما تزال السياسة الأمريكية وحيدة الجانب؛ تضع نفسها بمقام الأمبراوطورية التي لا تُعصى، وتتخذ كل الوسائل للدفاع عن ما تسميه مناطق نفوذها الحيوية، وترفض المساومة والتراجع في حالة الأخفاق الذي تعرضته في الشرق الأوسط، ومنها ما يتعرضه العراق من جراء غض الطرف الأمريكي، وسكوتها عن حلفاءها في حرب اليمن، وإشعالها شرارة حروب المنطقة؛ بذريعة اسقاط النظام السوري ودعم  ما تسميه " المعارضة المعتدلة"، ووفق ما تُملى من شروط على حلفاءها، ودعم الحلفاء مقابل سكوت وتحريك المنظمات الدولية.

دعمت  ونظمت الولايات المتحدة الأمريكية ما يُسمى بالنضال السلمي في سوريا؛ الى ان تحولت الى حرب مدمرة بإنعكاسات على المنطقة والعالم؛ بدعم من قوى الشر الإسلامية من السعودية وقطر وتركيا، وقبول أمريكي وتأييد، والنتيجة حرب في اليمن وتوسع إرهاب في العراق، وشحن المنطقة طائفياً، وخسارة ملايين السكان لمواطنهم وأموالهم  ومئات آلاف من شبابهم، وتخريب الدول، وتقول فرنسا مؤخراً: لولا دعم قطر والسعودية للإسلام الراديكالي المتطرف؛ لما تنامى الإرهاب وإنتقل الى أوربا.

إن تراجع السياسة الأمريكية في المنطقة؛ جعلها تُشارك بقوة لدفع العراق للتخلص من داعش؛ بعد أن قلبت روسيا الموازين بمشاركتها المباشرة في سوريا، وبذلك رفعت أمريكا كثير من القيود التي كانت تفرضها على العراق في حربه مع داعش، وعند اقتراب الإنتخابات وتزامناً مع تحقيق العراق نصره في معركة الموصل؛ تسعى أمريكا لزج قوات حليفة لها؛ لمحاصرة الرقة وطرد عناصر داعش منها، وما يُعانيه العراق هو سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وسبب مشاكله؛ بتقارب وإتفاق حلفاءها؛ لإفشال نظام العراق الديموقراطي.

فشلت الإنظمة الطائفية في المنطقة،  وصار لدى العلم قناعة؛ أن الإرهاب لم يتنامى لولا وجود أموال ضخمة ومؤسسات داعمة.

إذا كانت امريكا تُريد أن تعيد هيبتها؛ فلابد لها من رفع يدها عن حلفاءها المتهمين بدعم الفكر المتطرف؛ إذ لا يمكن للأنظمة الطائفية النجاح بقيادة الشعوب، وهي تتجاوز القيم الإنسانية والأخلاقية، والنتيجة فشل الحليف يؤثر على المُحالف، وتدهورت وإنحدرت السياسة الأمريكية؛ لتمسكها بحلفاء يدعمون الإرهاب والفكر المتطرف، وبالتالي  تنامي الكراهية لأمريكا وتراجع لنفوذها، واليوم تسعى لإعادة التوازن؛ بلعب دور اساس في سوريا والعراق تزامنا مع الإنتخابات الأمريكية، وتبقى القضية اليمينية وصمة عار إنسانية أمام صمت دولي أخرسه سوق السلاح والرأسمالية، وتناقض بمقياس الإنقلاب والشرعية بين سوريا واليمن، ولكن العراق أصر أن يُحرر أرضه بنفسه مهما  تصارعت الإرادات الدولية، وضمانته المستقبلية لما بعد داعش؛ بإنتهاج سياسة وطنية بعيدة عن الطائفية والمحاور الدولية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك