المقالات

الساسة والتعليم العالي.. تدمير مخطط , أم غباء معتاد؟!


 زيد شحاثة
هناك فرق كبير بين التعلم والتعليم.. فالأول يقوم به الفرد نفسه ليطور مداركه ويزيد مهاراته, والثاني يقوم به أخرون " معلمون", بإختلاف مستوياتهم تبعا لإختلاف مرحلة التعليم, بغرض تطوير قابليات وقدرات ومعلومات, شخص او مجموعة.
معظم الدول والمؤسسات, تميل إلى إعتماد التعلم, أداة للتعليم, لأنه يحفز ويعتمد رغبة وقدرة الفرد الذاتية على تطوير نفسه وتحسين مهاراته, وتحاول أن تتجنب قدر الإمكان, طريقة التعليم التقليدي, بإلقاء وتقديم العلوم, والمعلومات المباشرة, بشكل جامد, بعيد عن المشاركة.. كما هو متبع غالبا في نظامنا التعليمي.
ليست هذه مشكلة نظامنا التعليمي الوحيدة.. فالتعليم منظومة متكاملة, تبدأ من عمر مبكر للإنسان, وتتطلب أن يكون هناك تكامل وتنسيق, بين مختلف المراحل, في الأليات والأسلوب, والعلوم والمعارف المقدمة, مع مراعاة الشمولية والتخصص فيها, بما يمنع حصول, تضارب أو تقاطع, وبما يخدم, مصالح المجتمع, والدولة ومؤسساتها, وضمن إحتياجاتها الحقيقية المحددة سلفا, وفق معايير ودراسات إحصائية علمية.
يضاف لكل ذلك, أن تكون هناك رصانة, وجدية حقيقية في المنظومة التعلمية, وإزالة أي هامش للعشوائية, والإجتهاد الشخصي الأني, وأن يتيقن كل متعلم, أن الأنظمة والقوانين الخاصة بالتعليم, هي غير قابلة للتلاعب, ولا يمكن تسويفها.
ما يحصل عندنا, من تدخل للساسة, بالتلاعب بالعملية التعلمية, دون الاهتمام بأثار ذلك, على رصانة التعليم, هو تدمير حقيقي لمستوى التعليم في بلدنا.. فمنح دور ثالث, ودرجات إضافية, لأسباب "إنسانية", وسنوات عدم الرسوب لمراحل كاملة, ونظام العبور, وتوسيع القبول, وغيرها من القرارات, التي لا مبرر علمي أو منطقي لها, إلا أغراض سياسية أو إنتخابية, ودعاية بائسة, دفعت بالمتعلمين إلى اللامبالاة, والإستخفاف, بعملية التقويم الإمتحاني, ومجمل العملية التعليمية, نتيجة لهذه الفوضى في القرارات.
صحيح أن البلد يمر بظروف إستثنائية, وهناك مناطق ساخنة, وتهجير جماعي.. لكن هذا لا يعني, أن يتم تهديم العملية التعليمية, بهذا الشكل الفوضوي, ويمكن ان تنفذ حلول وقرارات خاصة, لهذه الفئات بعينها.
مقبول أيضا القول, أن تدمير العلمية التعلمية, بدايته كانت على يد نظام البعث, ضمن خطة ممنهجة, لتجهيل الجيل, وتحطيم روحه المعنوية, وحجب كل تطور علمي, وتقدم إجتماعي يرافقه, لأهداف تتعلق, بالمحافظة على الحكم, وأهداف أخرى, لا حاجة لذكرها, لوضوحها كعين الشمس.. فهل يعني هذا قبول الأمر الواقع والسكوت عنه؟!
يقاس تقدم البلدان, بدرجة تقدم تعليمها.. وقدم عملية التدمير والتجهيل, لا يمنع القيام بخطوات لتصحيح ذلك, أو في الأقل إيقافه.. كبداية.
أول خطوة يجب ان تقوم بها حكومتنا, هو أيقاف تدخل السياسيين, وخصوصا جهلتهم.. في ما لا يفهمون به.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك