قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
يوم الأربعاء الفائت؛ قال نائب رئيس مجلس الوزراء التركي نعمان كورتلموش، وهو بذات الوقت ناصق باسم الحكومة؛ إن السلطات التركية؛ قررت نقل معسكر القوات التركية في مدينة بعشيقة إلى منطقة أخرى.
كورتلموش قال أيضا وبعنجهية وصلافة، لا يمتلكها إلا الذين ما يزالون في القرون الوسطى؛ أن القوات التركية "لن تنسحب من معسكر بعشيقة بتوصية أحد ونحن من يقرر ذلك"، كورتلموش لم يفصح عن المكان الذي ستنتقل اليه القوات التركية، وهل هو داخل الأراضي العراقية أم في الأراضي التركية.
العلاقات بين العراق وتركيا تشهد حالياً، توتراً ملحوظا إثر دخول قوات تركية، إلى معسكر بعشيقة (على أطراف مدينة الموصل) في الثالث من كانون الثاني/ ديسمبر 2015 دون موافقة بغداد، التي طالبت مراراً أنقرة بسحب قواتها فوراً.
نتسائل أين أنتقلت أو ستنتقل القوات التركية؟!
نستذكر أن في اليوم نفسه الذي صدر فيه تصريح كورتلموش، تواترت أنباء من عدة مصادر، ونشرتها وكالات عالمية ، أن مدينة سيلوبي القريبة من الحدود العراقية، شهد نشاطا عسكريا تركيا كبيرا، وأن دبابا وناقلات جند ومدافع أنتشرت على خط الحدود مع العراق، وأن آلاف من الجنود عززوا مواقعهم هناك..
نتسائل أيضا؛ كيف يمكن لقوة عسكرية كبيرة، كالقوة التركية في بعشيقة، مكونة من آلاف الجنود، بمدفعية ودبابات، أي جيش متكامل، أن تستقر في أراض دولة أخرى، بل في عمقها دون إمدادات متواصلة؟
المعلومات والمعطيات الميدانية؛ تشير الى أن القوة التركية الموجودة في بعشيقة، تتوجه الى محيط قضاء تلعفر، بنية الإنسحاب ثم الاصدام مع الحشد الشعبي، كي يتم إفشال العمليات هناك، وستحصل أزمة دولية..
السؤال هنا؛ لماذا تلعفر وليس غيرها؟!
الإجابة بسيطة جدا، وهي أن تلعفر تحولت الى أقوى مثابة لداعش في المنطقة، وجرى ذلك بمعونة وتخطيط تركي رسمي، لذلك فإن تحرك القوات التركية من بعشيقة الى تلعفر، يمثل محاولة معقدة لإنقاذ داعش..
القوة التركية الموجودة في العراق ستتضخم، وسيزداد ععدها وعدتها، والدليل تعزيزات سيلوبي، بعد ذلك سيتم التحرك نحو الحدود السورية، لتلتقي بقوات تركية أخرى، تأتي من تركيا قرب حلب، وسيتم عزل الرقة ومهاجمة القوات الكردية الـ BKK، التي تستعد للإشتراك بقتال داعش في الرقة.
الأمريكان في حيرة من أمرهم؛ كونهم لا يملكون قوة على الأرض في سوريا، والتنسيق مع الروس فشل كما يبدو، أمريكا أيضا؛ تتمنى أن يحصل صدام بين الأتراك وقوات الحشد الشعبي، لكنها لا تريد ذلك لأن بمصلحة الأمريكان إفشال عمليات الموصل.
كلام قبل السلام: الأيام القادمة حبلى بالمفاجئات، وستتزاحم الأفكار والتأويلات، لكن المؤكد أن النصر قريب..!
سلام..
https://telegram.me/buratha