المقالات

قصص عنف مرعبة عن الشرف والكرامة

1887 2016-11-03

  واثق الجابري تعرضت المرأة العراقية؛ الى شتى أنواع العنف الجسدي واللفظي والأشد نفسياً، وتلك الكائن اللطيف التي يسكن لها الرجل والعائلة؛ تحولت الى كتلة لصد الصدمات واللوعات، وإذا كان حال الأمهات من أجيال سابقة قد تعودن على تحمل المكابدة؛ فكيف بتلك الصغيرة المتزوجة حديثاً؛ وهي تفقد أبنها الرضيع وبيتها وأخوتها وعائلتها، وقصص مروعة ومرعبة كثيرة لا يسعها الخيال.
فترات مريبة وقاسية من الزمن، وخوف من حاضر ومستقبل، ومجهول يُهدد بالسبي والإغتصاب، وأن كان الرجال في أسوأ الأحوال القتل؛ فللنساء شرف بدونه يتمنيّن القتل.
تعاني المرأة العراقية، ومن القرن الماضي؛ مختلف أنواع العنف والعناء، وفقدان الأزواج والأبناء في حروب عبثية، ومسؤولية العائلة بظروف قاسية من الفقر والحرمان، ورغم ذلك ربيّن الأبناء على حب الوطن وتجشمن تقاسم رغيف الخبز والمعاناة؛ إلاّ أن ما بعد دخول الأرهاب تنوعت أساليب العنف وأشدت مرارتها، ومنهنّ نساء فقدنّ أبناءهن وأطفالهن وأزواجهن جراء العمليات الإرهابية، وآخريات أغتصبت أرضهنّ، وصرن بمواجهة أعنف وبمسؤولية المحافظة على الأب والأبن والعائلة والشرف، وركز الإرهاب على أساليب ممنهجة متوحشة أقلها السبي والأسر والإعتداء الجنسي.
قصص كثيرة تحملتها النساء، ومخيمات النزوح تروي مآسي؛ عندما تكون خارج بيتها وعائلتها وزوجها وأطفالها، وإذا بها تُقاد أمام الرجال ويقتل ذويها، وتباع وتشترى في سوق النخاسة، ومنهن من أجبرنّ على ولادة أطفال لا تُعرف أنسابهم أو أجبرن على تلبية رغبات وحوش الإرهاب، وستواجه تبعات الحروب والتهجير، وما قصة شابة في مقتبل عمرها واحدة، وهي لم تصقلها التجارب، وإذا بها ترى طفلها الرضيع يوعدها مختنقاً بغاز مخلفات حرائق كبرت أشعله داعش، أو غيرها من فقدّن أزواج وأبناء، وحرارة أشد عند اللواتي لم يعرف مصير بناتهن الأسيرات عند الدواعش، وقصص تتعلق بالشرف والكرامة، لا يسمح الضمير الإنساني بذكرها.
إن داعش عصابة من الوحوش؛ أنذالاً في كل التصرفات، ومع النساء جرائمهم أشد بشاعة وإنحراف وإنحطاط، ومنهنّ من غرر بهن، وتحولّن الى أجساد لإشباع الغرائز الحيوانية السادية المريضة، وآخريات غصبوهن وأغتصبوهن وفرقوا عنهن رجالهن بالرصاص، والمظلومية وقعت على مختلف الإنتماءات؛ إلا بعض الشاذات المنحرفات اللواتي غررّن بغيرهن، وما إعادة الهيبة للمرأة العراقية؛ إلاّ للحفاظ على وعاء الأجيال المستقبلية ومنع تفكك المجتمع.
50 عام من المتغيرات القاسية على المرأة العراقية، وأسوأ الفترات وقوعهّن تحت متناول عصابة مجرمة منحرفة.
تجربة قاسية وحلولها معقدة، ولا تقتصر على المعالجات الأمنية والعسكرية، وهناك جرح نازف وشرخ في الكرامة؛ عانته المرأة بمختلف عناوينها وحملت العبأ الأكبر من هول الكارثة، وذلك الإرهاب الأعمى لا يفرق بين قومية ودين، وتعامل بوحشية مع النساء، وإتخذ منهن بضاعة لغرائزه، وكسر كل قيم الكرامة وحدود الإنسانية، وسيواجه العراق تبعات مجتمع أصيب صميمه، ولا يستطيع إعادة الثقة بالنفس؛ أن لم يُساعد النساء على النهوض وإعادة الثقة، وتجاوز الضغط النفسي والآثار الإجتماعية، العيش دون المرأة، ولا يصمد المجتمع دون نساء قويات، ويجب أن يكون بالحسبان جزء كبير من الجهود لبرامج تأهيل المرأة؛ وإلا سندفع تبعات نتائج قاذورات الإرهاب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك