رحمن الفياض
أنا المدرسة أجعلني كأم لاتمل مني, رحم الله الكبير أمير الشعراء أحمد شوقي, لو يعلم حال الأم اليوم في العراق, فهي فاقدة للأهلية, لاهي جميلة فنتباهى بها, ولاهي نظيفة ونعتز بها, ولاهي كبيرة, نفتخر بها ونبجلها, فهي اشبه بسيارة نقل صغيرة ركبها عشرات اركاب, لا السائق يرى, والناس مرتاحة فيها.
أيام الدراسة, التي تختلط فيها مشاعر الحب والمرح والحزن والملل, احياناً, لكنها تبقى أجمل ذكريات في مخيلة الأنسان وذاكرته, فهو لاينسى أول معلم دخل عليه ولاأسم مدرسة الأولى, ولانشيد الصباح, الا هنا في العراق فكل شيء مباح.
عندما أتحدثُ عن مشاكل التعليم, مع بعض المدرسين والمعلمين, ارى في عيونهم الدموع وفي قلوبهم جبالاً من الهموم, فهناك أطناناً من المشاكل لديهم, لايجدون من يصغي لها او يحاول مساعدتهم في أيجاد الحلول لها, فقلت الكوادر التدريسية كان همهم الكبير, فعلى مدى سنوات وهم يستنجدون بكل من هب ودب, من أعضاء مجالس محافظات وبرلمانيين, وشخصيات حزبية وحكومية, لأنقاذ أبنائنا من الضياع,ولا من مجيب يسمع شكواهم اويلبي طلبهم, فاغلب المدارس تعاني من نقص كبير في الأختصاصات العلمية واللغات وهناك مئات الخريجين العاطلين عن العمل.
الكتب والمناهج الدراسية, التي يتم تغيرها في كل عام, هم سعداء بالتطور الحاصل العلمي ولحاقهم بركب الدول المتطورة علميا وطرائق التدريس الحديثة, ولكن ليس على حساب الطالب, الذي أصبح لايعرف شرقه من غربه, فالكتاب الذي يوزع عليه قديم, والمادة التي تدخل في الأمتحان هي ضمن المنهاج الجديد, الذي لم يوزع اصلاً للطلاب, والحل هو اما شراءه من السوق والذي وصل سعر النسخة فيها أكثرمن خمس وعشرون الف دينار للمادة الواحدة, او سحبه من الأنترنيت, وهذه طامة كبرى.
الكوادر التعليمية تحتاج الى دوراة تدريبية تخصصية في مجال التعامل وأساليب التدريس الحديثة التي تحدثها وزارة التربية في كل عام, هذا من جانب ومن جانب أخر, أن الراتب الذي يأخذه المعلم والمدرس مشروط بأداء العمل, وهنا لانعمم ولكن كثير من التدريسين, يعكسون سلوكا سلبياً أمام الطلبة عندما يتحدثون بجهاز الموبايل او يستخدمون الأنترنيت أثناء الدرس, فهذا السلوك الغير حضاري يعطي أنطباعا سيئاً لعدم أحترام الوقت والدرس.
نظام الوجبات في المدارس, الذي أبتلينا به في قطاع التعليم, فثلاثة وجبات يومية وبمعدل "1200" طالب للوجبة الواحدة كارثة كبرى,على قطاع التعليم الذي بدء بالأنهيار الفعلي, أذا لم تتكاتف الجهود لأنقاذه, فنحن نواجه أمية مبطنة في المستقبل القريب العاجل.
اختم بزيارة الى مدرسة في أطراف بغداد قام بأنشائها, أحدى أعضاء البرلمان في فترة الأنتخابات عبارة عن كرفانات عددها سبعة, لاتتوفر فيها اي شروط علمية اوصحية عدد المعلمين فيها ثلاثة وعدد التلاميذ 600 وعدد عمال النظافة فيها 16 كونه من الحزب الذي ينتمي اليه, وتم تعينهم فيها وهم من يقومون بتدريس الطلاب.
أنا المدرسة ُ اجعلني كأمِّ ، لا تملْ عنِّي
ولا تفْزَعْ كمأخوذٍ من البيتِ إلى السِّجن
كأني وجهُ صيَّادٍ وأَنت الطيرُ في الغصن.
https://telegram.me/buratha