المقالات

الغدير؛ حيث لا تجتمع الطائفة بالطائفية..!||قاسم العجرش

2059 2016-09-23

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

ونحن نرقب الهجمات المنسقة ضد المنجز الإسلامي، الذي تحقق في النصف قرن الأخير، لا سيما بعد إنتصار الثورة الإسلامية في ايران، على يد مجدد هذا العصر، الإمام الراحل روح الله الخميني "رض"، وقابلية هذه الثورة على الإستمرار بشكل مدهش، لابد من التأكيد تبعاً لذلك، على أن الإسلام هو تلك الدالات الثلاث: الدين والدنيا والدولة، ولا فصل بينها في إطار كونية الإسلام.

 هذا هو نفس الإطار؛ الذي تحاول الطائفية اختراقه بصورة شاملة، فهي تتقمص دور الدين، وتتزيّا بعباءته وتتمظهر فيه، من أجل تسويغ وجودها، ونفي الوجودات الأخرى.

بلا عناء أيضا؛ سنكتشف أن الذين يتهمون غيرهم بالطائفية، يسعون إلى أخراج غيرهم من الدين نهائيا، وأنهم طائفيون بامتياز..

إذا فككنا أحجية الدين والطائفية؛ وكي نتخلص من الصداع الدائم في هذه الأحجية، علينا أن نفهم ونتفهم العلاقة بين الثلاثة: الدين والمذهب والطائفة، وسنكتشف كلما مضينا في التفكير قدما، أن المذهب مفصولاً عن الدين لا مشروعية له، فالمذاهب هي التظهيرات العملية للدين، والطوائف هي المجموعة البشرية، المتمذهبة بمذهب يستند على أساس ديني.

التعريف الأكثر وضوحاً وكثافة ودلالة للطائفية؛ هو: استخدام الدين لأغراض غير دينية، قد تكون سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية، وإذا توصلنا إلى هذه الحقيقة؛ نجد أن الدين لا يزوّد الذين يريدون استغلاله، لتحقيق مآرب غير دينية، بنصوص خام وصريحة، ولذلك فإنّهم يلجأون إلى التأويل.

 التأويل هو ساحة التجاذب الفعلية، بين الأِفهام والرجال والتيارات، وبموجبه يتم تفسير الدين حسب الهوى، وليس الدين ذاته، والتأويل أيضا؛ هو المصنَع الفعّال لكل الأفكار والمواقف الطائفية، وهي بدورها التي تنزع نحو مصادرة الدين، وعياً وقيماً وحضارة ونظام حياة.

هذه المقدمة لا يختلف عليها أحد، بل هي محور اتفاق، غير أنها ذاتها ما يكشف حجم التعسف، الذي يمارسه من يتهمون الآخرين بالطائفية!

بالحقيقة فإن من يتهم الآخرين بالطائفي،ة هو الطائفي الأول! وإلا كيف تأتى له أن يتعرف على طائفيتهم المزعومة، إن لم يكن ثمة تناقض، بين ما يراه صالحا له ولجماعته، وما بين ما يمارسه الآخرين!

لنأخذ مثلا واحدا لا غير عن هذا التعسف: فكل ساعة يُتهم أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، أو الشيعة بالعنوان المخصوص بأنهم طائفيون، ليس لأنهم يفسرون الدين حسب الهوى، بل لأنهم يمارسون طقوسا لا تمس المحرمات؛ في أقل توصيف..يبكون مثلا على إمامهم؛ الذي يقول آخرون أنهم يحترمونه! حسنا مالك ومالبكائهم؛ دعهم يبكون؛ وهل في ذلك شنآن لك ولدينك!؟

يحتفل الشيعة بعيد الغدير الأغر؛ ذكرى تنصيب أمير المؤمنين علي عليه السلام، من قبل رسول الأمة صلواته وسلامه تعالى عليه وعلى آله، وهو تنصيب تعترف به كل المذاهب الإسلامية، لكن بعضها ينكر الآثار المترتبة عليه لأسباب طائفية، فمن هو الطائفي؟! وهل هو من يحتفي بما أقره الرسول الأكرم، أم منكره؟!

كلام قبل السلام: كي نفهم مصدر التعسف؛ علينا أن نستجلي المفارقات الحادّة، بين الدين والطائفية، ليس في السياسة فحسب، بل في كل المجالات.!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك