المقالات

نحو غد بلا ديمقراطية كاذبة..!|| قاسم العجرش

1856 2016-08-22

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

   في محاولة لتوصيف العملية السياسية، التي حكمت مسار بناء دولتنا منذ 2003 ولغاية اليوم، توصل رجال السياسة الى أن الملمح الأبرز لها، هو التوافق السياسي بين أطرافها، وأن هذا التوافق مآل لا يمكن الحيد عنه، نظرا لطبيعة تكوين الشعب العراقي كما يزعمون.

   الحال أن التوافق السياسي، أو نظرية " هذا لك وهذا لي"، نتج عنه ما يسمى بالديمقراطية التوافقية، التي لا يمكن فيها المضي قدما في بناء المستقبل، إلا برضى وقبول جميع الأطراف، وهو أمر أثبتت مسارات حركة الوقائع والأيام، أنه يستحيل الوصول اليه، ويعطي بلا وجه حق أو تبرير، حق الفيتو لكل جماعة سياسية أو مكوناتية.

   واقع الأمر؛ أن الديمقراطية التوافقية تسمية لا وجود لها في قواميس العمل السياسي، وهي إبتكار للطبقة السياسية العراقية، شرعنا به منذ تشكيلة مجلس الحكم البائسة، التي فرضتها ظروف إحتلال العراق عام 2003.  

   "الديمقراطية التوافقية" عملية إلتفافية على إرادة العراقيين، ومسار تزييفي لوعي الناخب، وإذا كان قد حظي برضا، في أيام التغيير الأولى، بعيد زوال نظام الأستبداد  الصدامي عام 2003،أيام كنا منبهرين بالأحاديث عن الديمقراطية، فإنه ليس بغريب للعارفين لما جرى في العراق منذ 2003، ذلك المخاض العسير الذي أنجب التعددية الحزبية، التي سرعان ما تمّ وأدها في المهد بالديمقراطية التوافقية.

   هكذا فإن الديمقراطية التوافقية قفاز حريري؛ يضعه لص سياسي ليسرق حلم العراقيين، بديمقراطية حقيقية يعرف من خلالها أين ذهب صوته.

   اللص السياسي لم يكتف باللصوصية؛ بل إنغمس في لعبة الدماء فتلطخت يديه بها، لكنه سارع للبس القفاز الذي تحدثنا عنه، على يديه الملطختين بالدماء، ليوهم الناس بأنه ورع وتقي، يرعى مصالحهم، ويسهر على حمايتهم.

   واقع الحال أن الديمقراطية التوافقية كذبة ككذبة نيسان؛ التي جعل منها من يُسمّون بالديمقراطيين، فرصة للمرح بيوم واحد كلّ سنة، للاحتفال بيوم الكذب بطريقة ساخرة، والحقيقة أنهم يكذبون طوال العام.

   إنها الديمقراطية العرجاء، أو الديكتاتورية المرصّعة بالكذب، لا تسمح بالمشاركة ولا بأخذ الرأي، إلاّ إذا كان الرأي متوافق عليه، والتوافق عملية معقدة جدا، لا تتم إلا بتنازلات متبادلة، بها رابح وبها خاسر، لكن الخاسر الأكبر في لعبة التوافق هو الشعب.

   الرأي التوافقي يجب أن يتماشى؛ مع مصالح القوى السياسية النافذة ومع نفوذها، لا تقبل بالإرادة الشعبية إلا إذا إذا وافق هواها، إنها ظلامية وعودة إلى عصور الإقطاع، حيث يتعين على أبناء العشيرة، قبول رأي شيخ العشيرة وإحترامه، حتى ولو كان على خطأ.  

باختصار إنهم ديمقراطيون؛ لكنهم لا يقبلون بإرادة الشعب، لأنهم يعتبرونه قاصرا غير راشد، فقط عندما يختارهم، ويصفق ويهلل لمشاريعهم، فهو شعب أبي وصاحب معجزات..

   كلام قبل السلام: الذي يمسك السكين على رقبتي، لا يمكن أن يكون رحيما مع طفلي..!

   سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك