قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
المشهد السياسي العراقي منقسم الى جبهتين، الأولى تلك الماسكة بزمام الأمور، لكن الواقع يقول أنها تمسك الأمور بيد مرتعشة، فضلا عن أنها لا تعرف ماذا تمسك، والجبهة الثانية تنادي بالإصلاح، لكنها لم تحدد مالذي يجب إصلاحه، وما هي أدواتها في الإصلاح؟!
لقد كان من المؤمل أن يكون التوافق السياسي، الذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية، وسيلة لتقديم واقعاً جديداً ننفتح فيه على المستقبل، واقع شركاء تنمية وفعل حضاري، وتوافق لا يمكن فيه لاي من الفريقين المتخاصمين حاليا،ان يمضي وحده في تحمل مهام الوطن، فيما الاخر مقصياً وملغياً.
كان الأمل لان يتطور وضعنا السياسي، إلى مستوى يحقق شراكة وطنية متجانسة، متناغمة بين الفعاليات السياسية الأخرى؛ وهو امر بلا شك سيعزز من الجبهة الوطنية الداخلية، ويبعث الامل لدى الجماهير، بان ثمة قادم، يحقق فرص تنمية شاملة مبنية على الشراكة الوطنية.
الشراكة الوطنية الحقيقية؛ يفترض أن تبنى على واقع فهم بعد المؤامرة التي نتعرض لها، شراكة لا مناص فيها من المواجهة الموحدة، ضد اعداء العراق الجديد في الخارج، او اذنابهم في الداخل، وتفترض الشراكة الحقيقية أيضا، عملا متناغما معبرلا عن الروح الجماعية، كطريق لإنقاذ العراق من المشاريع النكوصية التآمرية، وكوسيلة لتجاوز الانقسامات، التي تشهدها الساحة السياسية العر اقية اليوم.
ان أمام القوى الواعية المسؤولة؛ التي تصدت لعملية التحول الديمقراطي متبنى ومعنى، تحديات كثيرة وكبرى، ومالم تترك تلك القوى خلافاتها البينية جانبا، فإنها ستخوض معركة التحدي بأرجل عرجاء.
إن النقد الموضوعي البناء، ومراجعة المسيرة أمران ضروريان، للمضي قدما الى أمام في الاصلاحات الأدارية والسياسية والأقتصادية، دونما نزوع اناني، واقصاء للاخرن، واذا كان واقعنا يعاني من سلسلة من التداعيات الإنهيارية، وتتاري الأزمات في السياسة والاقتصاد الوطني، وفوضى الادارة، وغياب التخطيط السليم؛ فان الخروج من هذا المأزق، يكمن في تقديم معالجات منهجية مبنية، على معرفة دقيقة بالامكانيات المادية والبشرية، واستثمارها في الاتجاه الصحيح.
في هذا المقام؛ يتعين علينا أولا تحديد اولويات البنى التحتية، والخروج من الإقتصاد الريعي، المعتمد على النفط بالدرجة الاساس، والعمل على تنوع مصادر الدخل القومي، وتمتينها بجبهة وطنية متماسكة.
يكون السلم الاجتماعي والاستقرار هو عماد التنمية ومدماكها القوي، ولن يكون هناك معنى للاستقرار، بدون نقد الذات قبل نقد الاخر، وطرح قضايا الوطن ذات الاولوية، والحوار المسؤول والبناء، المبني على احترام الاخر والثقة المتبادلة، وافتراض حسن النية، بعيداً عن التعصبات وضيق الرؤية.
كلام قبل السلام: لغة الاقصاء والتحدي والمواجهة المتصلبة، أمراض أصيبت بها الكتلتين المتخاصمتين، ويعتين عليهما معا ،البحث عن العلاج الذاتي بنقد الذات أولا ، قبل البحث في موضوع الإصلاح..!
سلام....
https://telegram.me/buratha