المقالات

اللصوص والشبق السلطوي..! | قاسم العجرش

1819 2016-07-18

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

لم تكن أزمتنا السياسية وليدة زمن قريب، ولم تحدث على حين غرة، إذ ومن وقت يمتد إلى ما قبل الانتخابات النيابية، التي تشكل بموجبها مشهدنا السياسي الراهن، كانت الصورة تبدو؛ وكأن البلاد تتجه نحو فرز من نوع جديد، من البناء السياسي  يحمل في طياته كل معالم الازمة الحالية.

بُعيد الأنتخابات النيابية الأخيرة وبتخطيط مسبق من المصمم الأمريكي للعملية السياسية، وبتنفيذ حاذق من قبل مفوضية الأنتخابات، التي شرعت القانون الأنتخابي الساري، ونظام توزيع المقاعد النيابية العجيب،  أتضح بجلاء أن البلاد وقعت، في فخ لم يمكننا تجنبه مع الأسف.

نتيجة الأنتخابات سمحت لمن يمتلك 100 صوت أن يكون نائبا، وأستبعدت من كان لديه أكثر من ستة آلاف صوت، من قبة البرلمان، وحيث كوتا النساء؛ التي بوأت نسوة لا يعرفن "الجك من البك"، منزلة لم يكن ليحلمن بها، هذا الواقع الانتخابي؛ طغى على مفاوضات تكليف رئيس الوزراء السيد العبادي، كما أنه كان بوصلة تشكيل الحكومة، التي تحولت منذ لحظة تشكيلها، الى حكومة ولّادة للأزمات!

كان يفترض ومنذ أن تولد هذا الشعور، أن تدفع الازمات بكل القوى السياسية، لمراجعة جوهر مواقفها، ‏سيما أن الواقع المتوتر، الذي يخيم على الساحة السياسية، لا يشي ‏بحلول قريبة للمآزق التي نمر بها، على الصعد النيابية والرئاسية والحكومية.‏

كان الساسة وخصوصا "القادة" منهم؛ يعلمون علم اليقين أنهم أوقعوا البلاد في أزمة، وأن هذه الأزمة ستتطور وتتفاقم، الى أزمات ثم الى فتنة، إذا ما بقيت متفاعلة، ولكنهم أنكفأوا على أنفسهم، ظنا منهم أن الزمن كفيل بحل المشكلات، ولذلك لم يتعاملوا بواقعية مع الأحداث، تلك الواقعية التي تفترض، وبالاستناد إلى قراءة الماضي، ومحددات الحاضر، ومتطلبات المستقبل، الذهاب لإجراء تسوية داخلية شاملة، بهدف السماح بانطلاق البلاد نحو العصر الجديد.

 لكن والى لحظتنا الراهنة، فإن كل ‏فريق ما زال متمسكا بقناعاته، التي يعتقد أن التراجع عنها، يشكل تحولاً في مصيره السياسي، ‏وربما انكفاءا نحو المجهول.

المسألة اضحت بهذا التعقيد الواضح على الأرض، حيث استبدلت هموم السيادة والحرية والاستقرار، بالشبق السلطوي؛ لذلك فان الحل لم يعد قائما في الكواليس السياسية، بل في حماية الديمقراطية الوليدة، من حرب الإلغاء والعودة الى الأستبداد، وهذا ما يدركه كل الساسة تقريبا، ويخشونه لأنه سيفقدهم والى الأبد، مقاماتهم الرفيعة زورا!

كلام قبل السلام: منذ أن نال العراق وثيقة خلاصه من العبودية الصدامية، عام 2003 وحتى اليوم، وكل الساسة يبشروننا بالاصلاحات، وتتشكل حكومة إثر حكومة، ولغاية اليوم تبدلت علينا خمسة أطقم حكومية، وكل منها يبشرنا بأنه سيحاسب عن المرحلة الماضية، ولكن من ذلك الحين وحتى الساعة، لم تجر محاسبة لأي احد، لأنه لا يمكن للص أن يحاسب لص؟!

 

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك