قال تعالى:(فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
عن الطبري،وابن الأثير: وجه معاوية، سفيان بن عوف الغامدي في ستة آلاف رجل، وأمره أن يأتي هيت، فيقطعها، وأن يغير عليها، ثم يمضي حتى يأتي الانبار والمدائن، فيوقع بأهلها، فسار حتى أتى هيت، فلم يجد بها أحدا، ثم أتى الانبار وبها مسلحة لعلي فيها مائة رجل، فقتلوا منهم ثلاثين، واحتملوا ما كان في الانبار من أموال وأموال أهلها، ورجعوا إلى معاوية.
عن كتاب الاغاني:قصد الغامدي إلى الانبار، فقتل عاملا لعلي، وقتل رجالا ونساء، فبلغ ذلك علي بن أبي طالب، فخطب أهل الكوفة، وقال في خطبته: (وتركتم قولي وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات، هذا أخو غامد، قد جاء الانبار، فقتل عاملها، وقتل رجالا كثيرا ونساء، والله لقد بلغني أنه كان يأتي المرأة المسلمة والاخرى المعاهدة، فينزعها حجلها ورعاثها ثم ينصرفون موفورين لم يكلم أحد منهم كلما، فلو أن امرءا مسلما مات دون هذا أسفا لم يكن عليها ملوما، بل كان به جديرا).
ما أشبه اليوم بالأمس، فما الفرق بين جيش الأموي بقيادة الغامدي، وبين داعش بقيادة البغدادي!؟فالقوم نفسهم جاءوا بذراريهم، ينهبون الاموال، ويقتلون النساء والرجال والاطفال، لم يسلم منهم سني، ولا شيعي، ولا كردي، ولا مسيحي، ولا بقية المكونات العراقية، يكفي ما ارتكبو ابشع جريمة في التاريخ الحاضر، وقتلهم ما يقارب ثلاثة آلآف شيعي في سبايكر، حسب احصائية دقيقة وصحيحة، ذكرها السيد "النقيب" في كتابه:(أبطال الحشد وفتوى المرجعية الرشيدة).
أنظروا توجيهات أمير صلاح الدين"ابو اسحاق السامرائي"احد ابرز قيادات داعش، حينما عثر على وثيقة تناقلتها المواقع الاخبارية، والتواصل الاجتماعي، بعد تحرير تكريت، جاء فيها:
(أخذ الاثاث والممتلكات حتى لا تقع بيد الروافض، تصوير مقاطع فيديو لعناصر التنظيم، تتنكر بزي الحشد والجيش، ونشره على انه عمليات سلب ونهب، من قبل الحشد والجيش، كتابة عبارات تسب الصحابة، تبين ان افراد الحشد هم فعلوا ذلك، اتلاف الاراضي، وقتل المواشي، ثم ارسال هذه اشرطة الفيديو الى القنوات المحايدة والصديقة).
ما الفرق بين هذه التوجيهات، وبين قول معاوية هذا !؟ قال الغامدي:دعاني معاوية فقال:(اني باعثك في جيش كثيف ذي أداة وجلادة أن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم، وتفرح كل من له فينا هوى منهم، وتدعوا إلينا كل من خاف الدوائر، فأقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك، وخرب كل ما مررت به من القرى، واحرب الاموال، فأن حرب الأموال"سلب المال"،شبيه بالقتل، وهو أوجع للقلب).
تمعنوا بوصية معاوية للغامدي، ستجدون ان داعش حريص كل الحرص على تنفيذها، وما لفت أنتباهي هو قول معاوية:(وتفرح فيها كل من له فينا هوى)، وفعلا فأغلب أهل الأنبار فتحوا بيوتهم لداعش، وناصروهم وآزروهم، فالأنبار تنصب العداء لأهل البيت"عليهم السلام"، لست أنا من يقول، بل سمعت ذلك من أحد أبناءها على قناة عربية فضائية، وهو الدكتور العلامة أحمد الكبيسي، عندما قال:أهل الأنبار معروفون بالنصب، فهم ينصبون العداء لعلي وشيعته!
سفيان الغامدي، يؤكد قول الكبيسي، فقد قال بعد هجومه على الأنبار:(فوالله ما لبثنا إلا يسيرا حتى رأيت رجال من أهل العراق، يأتوننا على الأبل هرّاباً من عسكر علي).
الحشد الشعبي بفتوى أبن أمير المؤمنين، السيد السيستاني"حفظه الله"، لبّوا نداء أمير المؤمنين"عليه السلام"حين أنتدبهم بقوله:( فأنتدبوا إليهم حتى تلاقوهم، فأن أصبتم منهم طرفاً أنكلتموهم عن العراق أبداً ما بقوا).
أقول:يا سيدي يا أمير المؤمنين-سلام الله عليك- أبناءك وجيشك في الحشد الشعبي، قد طردوهم من الأنبار، والصقلاوية، والفلوجة، وطهروا العراق من دنسهم، وهم يلاحقونهم في كل مكان الى ان يقطعوا دابرهم نهائياً، ونحن ندعوا ونقول:الحمد لله الذي مكن الحشد الشعبي من القضاء عليهم!
https://telegram.me/buratha