المقالات

ضحايا وأشلاء في ليل عراقي طويل

1388 17:08:06 2016-05-12

حينما روجت بعض الحثالات المتبقيه من ارث فكر الطاغيه المقبور ... وايتامها من عصابات البعث المقنعه لمقاومتها(الشريفه جدا) ودفاعها عن الوطن ولطرد (المحتل)الاميركي....وحيث حولوها الى تحد دموي لكل ما هو عراقي..كانت كاميرا التاريخ قد سجلت رقصهم المجنون على موسيقى هاوناتهم الثقيله وعبواتهم الناسفه وصواريخهم على رؤوس الابرياء الامنين في بيوتهم مستعينين بمخلفات ثقافة الطاغيه الارعن الذي خبر شرعة القتل...ذلك الدموي الذي قاد زمر الموت التي بمعيته لقتل البشر وكل شريف عراقي يردد انشودة التحرر الانساني....لذلك فان (الشراكه)السياسيه المستعصيه في العراق الجريح المظلوم هي جزء من مخلفات تراث نظام صدام الاستبدادي الدموي ..وبعض من مغامري ومراهقي السياسه لبعض التيارات (الوطنيه)لم تتقن لحد الان اصول اللعبه فوقعت في فخ التخبط بعد ان وجدوا ان سياسة (المصالحه) هي غطاء لفشلهم الذريع في استيعاب مرحلة التغيير العراقي..

المصالحه...التهدئه ..ايقاف المظاهر المسلحه ودعوات حلوة المذاق هنا وهناك...ونحن نرقب فداحة التضحيات اليوميه للعراقيين التي ملأت اخبار شاشات الفضائيات التي ادمنت تصوير مشهد بحر الدم المتلاطم بعد ان اصبح العراقي هدفا مستساغا لمفارز قطع الرؤوس على الهويه ..تبنتها ميليشيات بقايا البعث الدموي والتكفيريين الجدد الذين تبنوا ثقافة الحقد القبلي والطائفي ..بعد ان اشبعهم جرذ العوجه المقبور من عقيدته وثقافته العفلقيه ..حيث استحضرت جموعهم احقاد معاويه وعمرو بن العاص...ورفعت المصاحف ...وهي تتخذ من اقبية الظلام منطلقا لزرع الرعب والقتل في ربوع مدننا المحترقه...فتبا لهم وسحقا...

هكذا اضحت دماؤنا انهارا لا ضفاف لها ..دماء انطلقت من رحم الاحزان العراقيه..وغزاة الحقد الاموي يتوافدون..حيث بكت المآذن ..وخرست النواقيس ..وساستهم الذين احترفوا مهنة النفاق وهم يبصرون ابناء العراق ..في بحار الاسى ووجع الارض..وليل اليتامى ..وخطباء ودراويش السياسه اضاعوا البلاد ..بدهاءمعاويه ..وغدر ابن ملجم..وحربة وحشي ..ونبال حرمله..انهم الشقاة الذين ادموا صفحات التاريخ ..وارتال شهدائنا ..مستمرة..دون جوازات سفر ..على شواطيء الموت المجاني ..وطوفان القتل الطائفي يصارع سفن النجاة ..في زماننا اليعربي المعروض في المزادات العلنيه...واسواق النخاسه..ومكاتب المرابين ..ودهاقنة النفط الصحراوي غيروا خرائط الوجوه...وهم يعيشون ازمة ..التحرير..والتخدير...ويستحمون في بركة واحده...

في وقت سابق لم يكن اكثرنا تشاؤما من عبثية المشهد العراقي ان يتوقع وصول الاوضاع وقتئذ على ارض الرافدين الى ذلك الحد من التدهور ...على نحو ما اظهرته الصوره القاتمه لذلك المشهد ... العراقي.. وقد بدت ازمات بلدنا كما لو كانت استنساخا لمركب واحد جرى تكراره في بعض البلدان..يبدأ بعد اتفاق داخلي على مشروع(وطني)للبناء ...يتحول الى صراع سياسي ...لا يلبث ان يعقبه انفلات امني ..ثم اقتتال داخلي ..كان الموطن العراقي يدفع ثمنه غاليا..ولعل الخيط المشترك كان في تلك الاحداث جميعها هو فشل النخب المتصارعه ..في الاحتفاظ بكياناتها السياسيه موحده دون(عبث)...في حين لم يعر اي منها اهتماما للنتائج الكارثيه التي يخلفها ..الصراع ...على الاوضاع الانسانيه في العراق والتي كانت في اسوأ حالاتها ...تلك الحال المأساويه كانت تدفع وقتها للتساؤل ..

هل بات العراقيون على وشك الدخول في حقبة (الدوله الفاشله) ؟؟؟تلك الدوله التي لا تقوى على تحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها ...تلك الدوله التي يشوبها قدر من عدم الاستقرار ..اطلالة سريعه في ذلك الوقت على تلكم الاوضاع ..كانت تشير وقتها الى اننا نشهد نوعا من (السيوله..السياسيه)والتي ادت الى انفجار العديد من بؤر التأزم في بلادنا الصغيرة المساحه..بعد سقوط عصابة جرذ العوجه المقبور....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك