فرق تسد ، لطالما استخدمت تجاه الشعوب الجاهلة ، لفاعليتها ، وقدرتها على تمزيق الخصوم من الداخل من دون اي جهد يبذل في هذا الصدد ، فقد كان الإنكليز يذبحون بقرة ويتهمون المسلمين بذلك ، فتنشب المعارك بين عبدة البقر والمسلمين في الهند ، وخلال ذلك يكون الإنكليز قد اكملوا ما جاءوا من اجله !
الشيعة تمر بما مرت به الهند منذ اكثر من قرن ، ابتدأ الامر بهتافات الصدريين تجاه ايران ، والاعتداء على ممثلين من الفضيلة ، وتهديد اخرين ، مما تسبب في شرخ في العلاقة بين الجماهير المؤيدة لهذا الطرف او ذاك ، بعدما كان عدم الاتفاق والصراع يقتصر على الساسة والمقربين منهم
مر يوم دام اخر ، كانت مساحته تمتد من مدينة الصدر ، لمدينة الكاظمية المقدسة ، فشارع الربيع ، لتنتقل بعدها الى ديالى الصمود ، ونشاهد كالعادة ، بعد كل يوم دام ، محاولة إلقاء اللوم على هذا وذاك ، وهذا شيء اعتدنا عليه
الترويج الى ان بعض الجهات السياسية الشيعية هي من قامت بهذه التفجيرات ، واعتبارها محاولة انتقام من مدينة الصدر ، بعد اقتحام المنطقة الخضراء ، كمحاولة يائسة لجعل الشارع الشيعي يقتل نفسه بنفسه ! ، فللكل جماهيره وانصاره ، وللكل أيضاً تسليحه وسراياه ، والفتن لا تعرف المنطق ، داعش تتبنى التفجيرات ، والشارع يُتهم بعضه بعضاً !
فرصة حقيقية لداعش ، مجرد تفجيران آخران ، وحملة إعلامية واسعة ، هدفها إشعار جماهير التيار الصدري بالظلم ، وتجلس لتشاهد تراجيديا شيعية ، ومعركة حامية الوطيس اشراك الجماهير في الخلافات السياسية سيكون ثمنه باهض ، وسيترك آثاراً يصعب ازالتها من على البنية المجتمعية الشيعية ، تهدد بأفقاده اهم عنصر قوة لديه ، وحدته امام التحديات المصيرية
العزف على وتر المظلومية خطير جداً ، فكما يقول علي الوردي ، الناس لا تثور عندما تظلم ، وانما تثور عندما تشعر بالظلم ، والثورة ان حدثت ، فستكون هدامة ، لانها ستكون ثورة جزء من الشعب ، ضد جزء اخر ، بعدما كنا نحارب الفتنة بين ابناء الوطن الواحد ، بتنا نحلم بالوحدة بين ابناء الطائفة الواحدة ! .
https://telegram.me/buratha