المقالات

الحل بيد المرجع, فاذهبوا وقبّلوا يديه إن كنتم صادقين!

1769 20:49:34 2016-05-08

دخلت الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منعطفا حرجا, بعد تعطيل السلطة التشريعية وعجز مجلس الوزراء عن عقد إجتماع له في ظل المتغيرات التي طرأت على الكابينة الوزارية. ولا تبدو القوى السياسية مكترثة لما آلت إليه الأوضاع في البلد, الذي يخوض حربا شرسة ضد قوى الإرهاب.

فبعض هذه القوى لاتريد أساسا إنعقاد مجلس النواب ولا مجلس الوزراء, فهي تريد خلط الأوراق وإدخال البلاد في فراغ سياسي يمكنها من قلب المعادلة السياسية لصالحها. وفي طليعة تلك القوى جبهة النواب المعتصمين التي يقودها صهري رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي. وهذه الجبهة ناقمة بالأساس علىالمرجعية بعد أن أعطت رأيها في تغيير رئيس الوزراء السابق, جوابا على إستفسار بهذا الشأن وجّهه له حزب المالكي نفسه.

وأما القوى الأخرى ومنها تحالف القوى الكردستانية فهي ترفض إستبدال وزرائها وهي الخطوة التالية حال إنعقاد المجلس, والأمر ينطبق على تحالف القوى العراقية الذي أقيل بعض وزرائه, إلا أن تلك الإقالة تبقى غير مكتملة بلا أداء الوزراء البدلاء لليمين الدستورية أمام المجلس حال إنعقاده.

وأما كتلة الأحرار فهي ترفض أيضا عقد جلسة البرلمان بلا إستكمال للتصويت على باقي الوزراء الجدد وفقا لمبدأ حكومة التكنوقراط, لكنها بعثت رسائل إيجابية مؤخرا تشير إلى انها مستعدة لإبداء مرونة في هذا الشأن. واما الكتلة الوحيدة التي اعربت عن إستعدادها للمشاركة في جلسة البرلمان فهي كتلة المواطن التي قدّم جميع وزرائها إستقالاتهم, ومنهم وزير النفط عادل عبدالمهدي الذي أدار وزارة النفط بكفاءة عالية طوال الفترة الماضية, ويشكل إستبداله اليوم خسارة كبيرة للعراق, بعد أن نجح في زيادة إنتاج النفط وفي تصدير الغاز العراقي المسال ولأول مرة في تاريخ العراق.

ولذا فإن تلك الكتل تريد ضمان إمتيازاتها وقبل المشاركة في أي جلسة للبرلمان, ومع وجود مصالح متضاربة لهذه الكتل, ومع إختلاف رؤيتها حول الحكومة الجديدة, وهل هي حكومة تكنوقراط ام سياسية ام مزيجا بين ذلك, فيبدو إنعقاد الجلسة بعيد المنال, وحتى لوعقدت فلن تثمر عن حلول للأزمة الراهنة.

وتنبع جذور الأزمة من عدة عوامل وأهمها , ان معظم الكتل السياسية لاتريد رؤية حكومة تكنوقراط, لأن ذلك يعني فقدان هيمنتها على السلطة وإنتهاء إمتيازاتها بمرور الزمن, وحتى لو رضيت بحكومة تكنوقراط فإن المعضلة الأساسية هو فيمن يرشح أعضائها. فمنهم من يريد إعطاء رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي حق إنتخاب أعضائها, وهنا يطرح المخالفون إعتراضا وجيها, وهو كيف يمكن الوثوق برئيس وزراء متحزب في ان يختار حكومة من مستقلين!

وأما كتلة الأحرار فقد قدّمت هي الأخرى مقترحا لتشكيل الحكومة وقد تم التصويت على بعض الوزراء الذين رشحتهم, ولكن القوى الاخرى تعترض وهي محقة, ومفاد إعتراضها , لماذا تمتلك كتلة الأحرار ودون غيرها حق ترشيح أعضاء الحكومة وهي كتلة سياسية, حالها كحال كباقي الكتل التي يفوق بعضها كتلة الأحرار في عدد أعضائها في البرلمان.

وهناك من يرى أن الكتل السياسية مجتمعة هي من ترشح أعضاء الحكومة الجديدة من التكنوقراط, ولكن هذا المقترح يعني عودة المحاصصة السياسية ولكن بثوب جديد, ولا شكل في ان هذا الحل تحبذه معظم الكتل, لكنه يشكل إلتفافا على مطالب الجماهير المنادية بالإصلاح وإنهاء المحاصصة السياسية.

وأمام هذا الواقع فإن الطرف الوحيد الذي يحظى بثقة غالبية أبناء الشعب العراقي وقواه السياسية في ان يشكل حكومة متوازنة, هي المرجعية الدينية ممثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني. فالمرجعية هي الجهة الوحيدة التي وقفت على مسافة واحدة طوال السنوات الماضية من جميع المكونات الأساسية في العراق من شيعة وسنة وكرد. 

والمرجعية وبالرغم من إعلانها عن خيبة املها من عدم إستجابة السياسيين لنداءاتها المطالبة بالإصلاح وحتى بحّ صوتها فإنها لن تسمح لأصحاب المصالح وعشّاق السلطة من العبث بالبلاد مستقبلها, وهي على أهبة الإستعداد للنطق بكلمة واحدة تخرس بها ألسنة السياسيين, إذا ماستمروا على هذا المنوال من عدم المبالاة والإنصراف عن خدمة الناس والتركيز على خدمة مصالحهم.

ولذا وقبل ان تتطور الأمور الى الحد الذي تتدخل في المرجعية وتوجّه ضربة قاضية للسياسيين وكما فعلت عندما أصدرت فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تنظيم داعش الإرهابي عند حدّه, فإن على السياسيين التوجّه نحو النجف الأشرف والإعتصام امام منزل المرجع السيستاني وحتى يأذن لهم بالدخول ليقبّلوا يديه ويلتمسوا عنده الحل. وحينها يمكن وصفهم بنعم السلاطين لأنهم وقفوا على باب نعم العلماء إلتماسا لإنقاذ البلاد من أزمتها المستعصية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك