يعيش في مدينة لندن عاصمة المملكة المتحدة قرابة ال 9 مليون نسمة, فيما يبلغ تعداد سكانها مع ضواحيها 15 مليون نسمة. يزورها سنويا قرابة ال 17 مليون زائر, وتبلغ عوائد تلك الزيارت قرابة 12 مليار جنيه إسترليني(17 مليار دولار امريكي .( وهي مركزتجاري للمال والأعمال يضاهي مجينة نيويورك.
تعرف المدينة بتنوعها العرقي والديني , وتنتشر فيها المعابد والمراكز الثقافية لأتباع مختلف الديانات وخاصة الإسلامية منها والتي تتمتع بحرية كاملة في ممارسة عاداتها وطقوسها. وهنا لابد من الإشارة الى المسيرة الكبرى التي تخرج وسط المدينة كل عام مع حلول ذكرى عاشوراء الإمام الحسين وذكرى أربعينه.
هذه المدينة الكبيره التي يقطنها ما يعادل نصف سكان العراق, يدير شؤونها العمدة الذي يسهر على راحة مواطنيها وتامين أفضل سبل الراحة لهم من نقل وخدمات مختلفة, وتبلغ موازنتها 17 مليار تحت تصرف عمدتها. مدينة توصف بأنها المكان الأفضل في الدنيا للعيش فيه وهي كذلك.
هذه المدينة الإنكليزية التي تعتبر واحدة من اهم المدن في اوروبا وفي العالم, إختار سكانها يوم الخميس عمدة لهم من بين عدة مرشّحين فيهم المسيحي واليهودي والمسلم وآخرين, لكنها إختارت مسلماً عمدة ً لها. إنه الباكستاني صداق خان (45 عاما).
ينحدر صادق خان من عائلة باكستانية مهاجرة وهو الأبن الخامس من بين 8 أبناء كانوا يعيشون على المعونة الإجتماعية في بيت يتكون من ثلاثة غرف فقط في أحد الأحياء الشعبية جنوب لندن. عمل والده وقبل وفاته سائقا لحافلة طوال 25 عاما, فيما كانت والده تشتغل خياطة بالقطعه.
خان تخرج محاميا وعمل في مجال حقوق الإنسان, واصبح نائبا في البرلمان البريطاني عام 2005 ووزيرا للنقل عام 2008 وهو متزوج من باكستانية الأصل. ترشح خان عن حزب العمال البريطاني لخوض السباق نحو منصب العمدة الذي فاز فيه وبفارق كبير عن أقرب منافسيه المليونير اليهودي زاك.
لم ينظر الناخب البريطاني الى خلفية خان ومعتقده ولا لكونه مهاجرا وليس إنكليزيا أصيلا, ولا لمقدار ثروته بل كان معياره هو كفائته ونزاهته وإخلاصه لوطنه الثاني وسياسات الحزب الذي رشحه. كما ويأتي إنتخابه في ظل تصاعد الأجواء المعادية للمسلمين في العالم, بفضل الجماعات الإرهابية التي أنشأتها السعودية وبثتها في مختلف انحاء العالم من اجل تدمير الدين الإسلامي.
هكذا وصل الرقي الإنساني والسمو في القيم في المجتمعات الغربية التي لم يتربى أبناؤها تحت المنابر ولا في المساجد ولا يقرؤون القرآن ولا السيرة النبوية ولا سيرة أهل البيت. وأما من مضى عليهم اكثر من 14 قرنا من الإدعاءات الكاذبة بانهم أصحاب قيم إنسانية فهاهو حالهم. فالمبدأ هو المحاصة وليست الكفاءة ولا النزاهة ولا الوطنية, فالمهم ان تمثل قوميتك او طائفتك او حزبك او عشيرتك ولو كنت فاسدا فاشلا عميلا.
فالأساس هو المحاصصة القومية والطائفية وتفرعاتهما من حزبية ومن عشائرية ومن عائلية ومن مناطقية وهلم جرّا, ولازلنا ندور في هذه الدائرة الضحلة التي تبني وطنا ولن ترتقي به, وفوق كل ذلك يتباهى القائمون على هذه المنظومة بانها خير بديل للمنظومة الغربية!!! أفلا تستحون لا أب لكم! وهل تظنون ان الله سينصركم يومكم ما لم ترتقوا بإنسانيتكم وتغادروا خنادق تعصبكم المذهبي والقومي والعشائري والحزبي لتصبحوا بشرا كما خلقكم الله وليس حيوا كما أردتم.
https://telegram.me/buratha