إن مقولة عش رجب ترى العجب, تنطبق تماما على المسرحية الهزلية والمثيرة للإشمئزاز الجارية في البلاد اليوم, والمتمثّلة في إعتصام نواب حزب الدعوة جناح المالكي, وحزب الدعوة تنظيم العراق بزعامة خضير الخراعي, وإئتلاف العراقية بزعامة أياد علاوي, ونواب إرهابيون أمثال مشعان وأحمد وقتيبة الجبوري ومن لف لفهم.
هذا الخليط الفاسد الذي دمر العراق يرفع اليوم راية الإصلاح والقضاء على المحاصصة! وكأنهم ليسوا هم من رسخ سياسات المحاصصة الحزبية والعائلية, وكأنهم ليسوا من أغرق العراق في الفساد. فرئيس الوزراء السابق نوري المالكي يقود الإعتصام بالنيابة عنه داخل البرلمان, صهريه حسين وياسر أبناء عمومته عبدالسلام وعلي المالكي, ويعاونهم الطائفية حنان الفتلاوي , صاحبة مقولة اقتلوا سبعة من السنة مقابل كل سبعة قتلى من الشيعة, ومشعان الجبوري ومن لف لفهم.
فرئيس الوزراء هذا هو الذي أهدر أكثر من 700 مليار دولار هي مجموع مداخيل العراق طوال سنوات حكمه الثمان المشؤومة. وكانت موازنته الشخصية في آخر سنة من ولايته 3.6 مليار دولار فقط, واما خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية السابق فبلغت موازنته في ذلك العام 950 مليار دولار لا غير, فيما إختفت الموازنة الإنفجارية البالغة 147 مليار دولار , وتسلم خلفه العبادي خزينة لا يوجد فيها سوى 3 مليار دولار وديون لشركات النفط بقيمة 15 مليار دولار.
هؤلاء هم الذين تستهدفهم الإصلاحات, وهم من لديهم أموال الدولة المنهوبة ولذا فلا عجب ان ينتفضوا, فمسيرة الإصلاح ستطيح برؤوسهم ورؤوس أنصارهم امثال الإرهابي الفاسد مشعان الجبوري. واما أصحاب المولات والمحلات التجارية في أربيل فهم مرعوبون من مصادرة الدولة لها. ثم إنضم اليهم اياد علاوي الذي فضحته وثائق بنما.
لقد استشعر هؤلاء الخطر الداهم الذي يهددهم بعد ان نزعت المرجعية الشرعية عنهم, وامتلأت نفوس المواطنين غضبا عليهم, وباتت نهايتهم قريبة, وهكذا لجأوا الى هذا التمرد في البرلمان, ولكن حيلتهم لم تنطلي الا على السذج ولم يروج لها سوى النفعيون ممن أكلوا من المال الحرام الذي وزعهم عليهم القائد الضرورة, فكان لهم السيد مقتدى الصدر بالمرصاد الذي لن يرضى بأقل من محاكمتهم وتعليقهم على اعواد المشانق في ساحة التحرير وإسترجاع كافة أموال الشعب التي سرقوها.
https://telegram.me/buratha