المقالات

نظرية “البوري” في السياسة العراقية

2627 22:11:22 2016-04-25

يعتقد متخصّصون لغويّون عراقيّون أن كلمة (بوري) التي يستخدمها العراقيون للدلالة على الأنبوب, هي كلمة أكديّة قديمة وتعني قصب البردي الشائع في أهوار جنوب العراق. وتم اشتقاق كلمة (بارية) منها وجمعها (بواري) أي حصيرة القصب. إلا ان العراقيين يستخدمون هذه الكلمة اليوم في معنى آخر غير ذلك الذي وُضِعت له.

فهي تسخدم اليوم للدلالة على النصب والإحتيال والإستغفال, فيقال فلان انضرب بوري , بمعنى تعرض الى النصب والإحتيال. ولذا فلم يكن غريبا أن تستعمل الكلمة بهذا المعنى في عالم السياسية العراقية اليوم, فالسياسة عندما تتجرد من المبادئ والقيم تصبح حقلا للنصب والإحتيال واكل (البواري).

وقد تمّ إستخدام هذا المصطلح مؤخرا من بعض الكتّاب لوصف ماجرى في جلسة مجلس النواب العراقي الإستثنائية التي دعا لها الرئيس العراقي فؤاد معصوم. فقد طرح معصوم مبادرة تتضمن الدعوة الى عقد جلسة إستثنائية للمجلس وتشترك فيها جميع الكتل وبما فيهم النواب المعتصمون ويرأسها الدكتور سعدون الدليمي, ويتم التصويت فيها على إقالة هيئة رئاسة المجلس.

إلا انه وبعد إكتمال النصاب صعد الى منصة الرئاسة النائب عدنان الجنابي, مما ادى الى إفشال الجلسة التي قاطعتها مختلف الكتل السياسية عدا النواب المعتصمين. وهنا بيت القصيد فقد رأى البعض ان ما تعرض له رئيس الجمهورية وباقي الكتل من عملية نصب واحتيال ونكث لما تم الإتفاق عليه , بمثابة (بوري) اكله الرئيس وباقي الكتل! وهو بالفعل (بوري) بالمعنى العراقي.

ولكن المثل يقول من حفر بئرا لأخيه وقع فيه, إذ لم تكد تمر اربع وعشرون على تلك الجلسه حتى أكل النواب المعتصمون (بوري) ولكنه كبير من سماحة السيد مقتدى الصدر, ولكن بوريه لم يكن نصبا واحتيالا فالسيد الصدر لم يتفق يوما مع نواب دولة القانون على تنظيم إعتصام في البرلمان , بل جاء إعتصام نوابه إمتدادا لإعتصام جماهيرهم في الخارج, واما نواب دولة القانون فقد ركبوا الموجة من أجل جني المكاسب, ولكن السيد الصدر كان لهم بالمرصاد ولم يكتفي بأن يوكلهم (بوري) بل وكّلهم (خازوق)!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك