يعتقد متخصّصون لغويّون عراقيّون أن كلمة (بوري) التي يستخدمها العراقيون للدلالة على الأنبوب, هي كلمة أكديّة قديمة وتعني قصب البردي الشائع في أهوار جنوب العراق. وتم اشتقاق كلمة (بارية) منها وجمعها (بواري) أي حصيرة القصب. إلا ان العراقيين يستخدمون هذه الكلمة اليوم في معنى آخر غير ذلك الذي وُضِعت له.
فهي تسخدم اليوم للدلالة على النصب والإحتيال والإستغفال, فيقال فلان انضرب بوري , بمعنى تعرض الى النصب والإحتيال. ولذا فلم يكن غريبا أن تستعمل الكلمة بهذا المعنى في عالم السياسية العراقية اليوم, فالسياسة عندما تتجرد من المبادئ والقيم تصبح حقلا للنصب والإحتيال واكل (البواري).
وقد تمّ إستخدام هذا المصطلح مؤخرا من بعض الكتّاب لوصف ماجرى في جلسة مجلس النواب العراقي الإستثنائية التي دعا لها الرئيس العراقي فؤاد معصوم. فقد طرح معصوم مبادرة تتضمن الدعوة الى عقد جلسة إستثنائية للمجلس وتشترك فيها جميع الكتل وبما فيهم النواب المعتصمون ويرأسها الدكتور سعدون الدليمي, ويتم التصويت فيها على إقالة هيئة رئاسة المجلس.
إلا انه وبعد إكتمال النصاب صعد الى منصة الرئاسة النائب عدنان الجنابي, مما ادى الى إفشال الجلسة التي قاطعتها مختلف الكتل السياسية عدا النواب المعتصمين. وهنا بيت القصيد فقد رأى البعض ان ما تعرض له رئيس الجمهورية وباقي الكتل من عملية نصب واحتيال ونكث لما تم الإتفاق عليه , بمثابة (بوري) اكله الرئيس وباقي الكتل! وهو بالفعل (بوري) بالمعنى العراقي.
ولكن المثل يقول من حفر بئرا لأخيه وقع فيه, إذ لم تكد تمر اربع وعشرون على تلك الجلسه حتى أكل النواب المعتصمون (بوري) ولكنه كبير من سماحة السيد مقتدى الصدر, ولكن بوريه لم يكن نصبا واحتيالا فالسيد الصدر لم يتفق يوما مع نواب دولة القانون على تنظيم إعتصام في البرلمان , بل جاء إعتصام نوابه إمتدادا لإعتصام جماهيرهم في الخارج, واما نواب دولة القانون فقد ركبوا الموجة من أجل جني المكاسب, ولكن السيد الصدر كان لهم بالمرصاد ولم يكتفي بأن يوكلهم (بوري) بل وكّلهم (خازوق)!
https://telegram.me/buratha