يدّعي النوّاب المعتصمون في البرلمان العراقي انهم يمثلون إرادة الشعب المؤيد لمطالبهم في القضاء على الفساد وعلى المحاصصة السياسية, وادعوا بانهم يمثلون ما لايقل عن 17 مليون مواطن عراقي! وادعى البعض منهم انهم حازوا على ثقة النائب العراق الذي أدلى بصوته لصالحهم وليس لصالح كتلهم مثل النائبة حنان الفتلاوي, وادعوا بانهم يقودون ثورة من التغيير! لكنهم فشلوا في اول إختبار لقياس شعبيتهم ومدى تاييد الشارع العراقي لهم.
فقد دعا الناطق باسمهم هيثم الجبوري طلبة المعاهد والإعداديات والجامعات العراقية الى تنظيم وقفة تضامنية معهم ظهر اليوم الأحد للتعبير عن تاييد الشعب لمطالبهم. غير ان احدا لم يلبي طلبهم هذا, ولم يخرج الف أو مئة طالب للتضامن معهم. فهل يعني هذا الموقف غير رفض الشعب ولفظه لهؤلاء النواب الذين يدعون تمثيله؟
لمَ لم نشهد إعتصامات تضامنية في الحلة او البصرة او بغداد؟ وإن أردنا مقارنة هذه الدعوة مع تلك الدعوات التي يطلقها زعيم التيار الصدري لجماهيره فيمكن معرفة من لهم تمثيل شعبي حقيقي , ممن لا شعبية لهم. إن فشل الدعوة التي أطلقها المعتصمون للتضامن معهم, لا تعكس سوى وعي الشعب العراقي وإدراكه لكذب إدعاءات هؤلاء في شعاراتهم, وكذلك كشفت زيف كل الأبواق المأجورة التي روّجت لأكاذيبهم ودجلهم خلال الأيام الماضية.
وعلى هؤلاء النواب ان يعرفوا حجمهم الحقيقي ويعودوا الى رشدهم فهم لم يعد لهم حتى حضور في عشائرهم, فعشيرة بني مالك التي يقود عدد من أفرادها إعتصام النواب, لم تخرج أبناءها الطلبة للتضامن معهم. لقد كانت محاولة إنقلابية فاشلة خطط لها القائد الضرورة ونفّذها صهريه وابناء عمومته وذيوله, لكن وعي الشعب العراقي وحكمة شجاعة عدد من قادته أحبطها, والشعب اليوم بإنتظار يوم القصاص ومحاكمة كل من نهبوا خيراته وعبثوا بامنه وكرامة أبناءه.
https://telegram.me/buratha