مرّت عشرة أيام منذ أن إختطفت السلطة التشريعية, حفنةُ ممن يدّعون انهم نوّاب للشعب . نوّاب ردّدوا قسم الحفاظ على هيبة الدولة واحترام قوانينها وتشريعاتها, لكنهم ضربوا بكل ذلك عرض الحائط, رافعين زورا وبهتنانا راية الإصلاح وإنهاء المحاصصة!
فاسدون حتى النخاخ , صمتوا طوال السنوات الماضية على نهب ثروات العراق وعن إنتهاك سيادته, وسخّروا جل أوقاتهم للتسبيح بمدح القائد الضرورة, الذي أغدق عليهم العطايا ومنّ عليهم بمقاعد في البرلمان حتى ظنّوا أنهم يمثّلون الشعب.
نواب لم يتجاوز أصوات بعض من صوّت لهم الا بضع مئات, عدا من رحم الله منهم , وهم لايتجاوزون عدد الأصابع, ومنهم من عفا عنه القائد الضرورة والغى الأحكام الصادرة بحقه وأجلسه في البرلمان كالمدعو مشعان الجبوري المروّج للإرهاب وللكراهية من الخطاب.
كذّابون دجّالون ومنافقون, إدّعوا ان لديهم أغلبية برلمانية وروّجت لإكاذيبهم فضائيات عراقية بان دجلها, فإن كنتم أغلبية كما تدّعون فلم لم تطرحوا مشروعكم للتغيير تحت قبة البرلمان وتمرّروا إصلاحاتكم المزعومة؟ لماذا اللجوء الى الكذب والتزوير؟ ولقد تعزّز كذبهم عندما افشلوا الجلسة الإستثنائية التي دعا لها رئيس الجمهورية بعد ان وافق على مطالبهم, أحبطوها لعلمهم بانهم أقلية!
وبعد ان احبط السيد مقتدى الصدر مؤامرتهم بعد أن أرادوا أن يتخذوا من كتلة الأحرار جسرا لتحقيق أحلامهم المريضة البعيدة عن الإصلاح بل والتي تهدف الى إعادة الفساد والدكتاتورية بأبشع صورهما, إنكشفت سؤتهم في جلسة يوم أمس التي ظهر خلالها عددهم الحقيقي وهو 66 نائبا لا غير, ممن صعد اغلبهم على اكتاف كتلهم.
وبعد هذه الفضيحة لازال هؤلاء يتمادون في غيهم وقرروا رفع جلستهم الى يوم الأحد المقبل الذي حددته رئاسة البرلمان الشرعية موعدا لجلستها, والهدف هو أرباك الوضع وخلق صراع على من يرأس الجلسة ويديرها. نوّاب لا يبدون مهتمين لحالة الإرباك والأيام الحالكة التي عاشتها بغداد بسبب إنقلابهم الفاشل والمموّل من الخارج.
فهل يريد هؤلاء الأدعياء إقناعنا بان الإرهابي مشعان والبعثي الجنابي وياسر المالكي وعلي صبحي المالكي وحسين المالكي وعبدالسلام المالكي دعاة إصلاح يرومون القضاء على المحاصصة وهم الذين حولوا العراق الى ضيعة لهم؟
لقد استهان هؤلاء بالدولة وبهيبتها وخرقوا القانون وأثاروا الفتنة, وشغلوا العراق بحركاتهم الصبيانية عن المعركة الحقيقية التي يقودها ضد قوى الإرهاب, ولقد آن الأوان لإيقاف مهزلة هؤلاء الكذابين عند حدّهم وقبل فوات الأوان.
وتقع اليوم مسؤولية كبرى على عاتق دولة رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة, في ان يعيد الأمور الى نصابها عبر إنقاذ السلطة الشرعية من براثن هؤلاء الخاطفين الخارجين على القانون. وذلك عبر إخراجهم من مبنى البرلمان بالقوة فهيبة الدولة وامن المواطنين ووأد الفتنة أكبر من هؤلاء.
سيادة رئيس الوزراء, لقد عبّد السيد مقتدى الصدر لك الطريق لإخماد الفتنة عبر قراراه بسحب نواب كتلة الأحرار من البرلمان,فأصبحت الطريق سالكة لتحرير السلطة التشريعية المختطفة.
دولة رئيس الوزراء. إن إستعادة هيبة الدولة العراقية ووأد الفتنة يتوقف على قرار حازم وشجاع عليكم ان تتخذوه لوقف هذه المهزلة فهذا هو الوقت المناسب لإرسال قوة عسكرية تخرج هؤلاء وتقدمهم الى المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى وبعد اسقاط الحصانة عنهم.
سارع وقبل فوات الأوان ولقد قال أمير المؤمنين ونحن نحتفل بذكرى ولادته المباركة إغتموا الفرص فإنها تمر مر السحاب وهذه فرصة ذهبية أهداها لك السيد مقتدى الصدر على طبق من ذهب فلاتضيعها ,وتوكّل على الله وسر بالشعب نحو عراق جديد لا مكان فيه للخارجين عن القانون المتخفّين تحت شعار دولة القانون!
https://telegram.me/buratha