كل الدلائل تشير الى علاقات يتصاعد التازيم فيها بين ال سعود والولايات المتحدة، وفيما يحتدم النقاش الامريكي السياسي في شان علاقة السعوديين بالارهاب يسير خط متصاعد باتجاه التجريم القانوني لال سعود في شان احداث سبتمبر وصولا الى اصدار قانون في شان ذلك فيما يقابله تهديد سعودي اشبه بالاجوف بسحب الاصول المالية من امريكا وهو وان كان الحديث عنه سهل ولكن تحقيقه عسير للغاية وعلى اي حال فان ما لا يجب الشك فيه ان الشارع السياسي الامريكي في شقي مجلس النواب والشيوخ بدا يخرج من اللوبي الصهيوني السعودي الذي كان ينتفع بمليارات التخدير السعودية كي لا يفتح سجل الارهاب ولاول مرة يمكن القول ان كلمات صارمة ضد ال سعود والوهابية بدا الانسان الامريكي يسمعها من منابر لم تك تفعل ذلك من قبل وبلغ الاعلام حدا لم يك لاحد ان يتوقعه في اظهار النفور من ال سعود بالشكل الذي جعل الديلي نيوز تعبر في صفحتها الاولى عن ملك السعودية بالحثالة (Royal Scum)
وهي تضعه امام خلفية ابراج مركز التجارة العالمية التي انهارت بسبب احداث سبتمبر وقد قابل السعوديون ذلك بمزيد من الاعمال المتهورة والتي تؤدي بالنتيجة الى مزيد من الاحراج الاقليمي لانها سوف تحاول ابراز نفسها بالقوة الاقليمية الجبارة الا انها في الواقع كالضفدع الذي ينفخ نفسه ليتحول الى بقرة، وهي وان حاولت شراء الود الصهيوني من خلال دخولها في معاهدة كامب ديفيد من خلال بوابة جسر جزيرتي صنافير وتيران الا انها في قبال ملفات خاسرة ومحرجة في اليمن وسوريا والعراق، وعلاقات دبلوماسية سيئة مع امريكا اوباما او امريكا القادمة ترامبية جمهورية كانت او ديمقراطية وهذه العلاقات تزداد سوءا نتيجة للهلع السعودي الذي يبحث عن نصر باي طريقة كانت لكي يعيد لضفدعه قدرة الانتفاخ، وفي تصوري ان زيارة اوباما القادمة للرياض ستحمل في طياتها الكثير من الانحدار بين السيد وعبده الابق رغم كل محاولات التجميل التي حاولها مراهقوا السعودية ان يضفوها من خلال معاهدة تيران صنافير او حل الهيئة سيئة الصيت للنهي عن المعروف والامر بالمنكر، فالمال السعودي ينبض بخطى عملاقة نتيجة الحروب وانخفاض سعر النفط، والنفط الذي كان املا للوبي الصهيوني السعودي الامريكي بدا يفقد بريقه فالسوق متخمة ولا زالت الحماقة السعودية تدفع باتجاه المزيد من الضخ لتدفع بدورها الى مزيد من تهالك الاسعار، وهو ما يؤدي الى تاثيرات حادة في الاقتصاديات الامريكية لن تكون في صالح ال سعود اساسا، ومما لاشك فيه ان التصعيد الحالي هو احد انعكاسات المشهد الجاري بين الطرفين.
ماذا عن العراق؟
عراقيا يجب النظر بعين الحذر الكبير لان فصل الشتاء انقضى ولم تشهد اسعار النفط ارتفاعا ومع الفشل المتوقع لمؤتمر الدوحة فان الاسعار مرشحة للانهيار لان العناد السعودي وحلفائها لا زال يرتكب نفس الحماقة وسيزداد الضخ مع قلة الطلب في سوق هي ممتلئة في الاساس، ويجب وضع الازمة السياسية الحالية وما سيعقبها في مسلسل التازم في دائرة هذه العين لان ذلك له تفاعيله الجمة على الواقع الاقتصادي القادم فالرساميل ستفر لان راس المال جبان بطبيعته، ومع العطب الذاتي في الاصلاح الاقتصادي وغياب المشروع الناهض بذلك، ولان الكثير من الساسة لا يفكرون الا بمقدار اصابع اقدامهم، ولان المنطقة ستلتهب بمزيد من الحروب والازمات،
لذلك اكرر اقوالي السابقة لاصرخ في الجميع: شدوا الاحزمة فالدينار سوف يتقلص حجمه والبركة سوف تفر بتصاعد الاسعار، اللهم الا ان تتعاونوا على دنياكم، وتتكاتفوا فيما بينكم، فالدولة لن تنجدكم كثيرا ما دام ساستها يدورون في دوامة: انا والا الخراب.
قد اكون في نظر البعض قاسياً في التعبير او متشائماً في التقييم، ولكن ان اكون قاسيا في النصح افضل من ان اكون مخادعا في الوصف او ساذجا بليدا في التوصيف، فالسياسي هو الذي يشخص الاخطار قبل وقوعها، اما الذي ينتظر حتى تقع ليتعامل معها فهو مجرد محلل في قناة تلفزيونية او متباه امام جمهوره.
ولا املك الا ان اقول كما قال نبي الله لشعيب عليه السلام لقومه: قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ سورة هود: ٨٨
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير المرسلين واله الطاهرين
https://telegram.me/buratha