المقالات

بين ظهر الدبابة والفساد مشروع يطل برأسه

1579 01:18:06 2016-04-12

المشهد في العراق قبل عام 2003، فساد ورعب، الشعب بين مهاجر، وبين من باع المواد الإنشائية، التي بنى منها مسكنه ليسد رمق أسرته، دوائر الدولة الرشوة والاختلاس فيها آمر معتاد وطبيعي، الجيش عدى من يدافع عن عرش الحاكم، يستجدى أجرة النقل ليتمتع بأجازته الدورية.
النظام الطاغي بدأ يترنح تحت ضربات المجاهدين، التي وصلت إلى القصر الجمهوري، وأسس المجاهدين مقرات لهم قرب أسوار قصر الهدام في الرضوانية. 

استشعر الأمريكان وحلفائهم في المنطقة، أنهم بين خيارين لا ثالث لهما، أما غزو العراق لإسقاط النظام العفلقي، أو انتظار تشكيل نظام شبيه أو قريب من النظام في الجمهورية الإسلامية، فكان الخيار الأول. دخل المحتل لأرض العراق، لتبرز مخاوف المكونات بين مغيب لقرون يريد أن يعوض، وأخر مغيب يريد أن يكسب، ليحقق حلم رافق أجياله، وبين خائف لعلاقته مع النظام البعثي المنهار. 

كان لكل مكون مشروعه الذي يعتقد أن خلاصه به، وللمحتل وحلفائه أجندتهم، التي غزو البلد من اجلها، وتقضي بإزاحة رأس الحكم وعائلته وفريقه المقرب، والإبقاء على مؤسساته وشخوصه الآخرين، متجاوز بذلك المشروع الوطني، الذي ضحت من اجله المعارضة العراقية طوال سنوات. 
لتحقق ذلك، سخر المحتل وأعوانه من جوار وبقايا النظام وأجهزة الإعلام صاحبت الخبرة والإمكانات، لمهاجمة كل من كان مهجر أو مهاجر من بطش النظام بلا استثناء، بأن هؤلاء خونة، جاءوا على ظهر الدبابة الأمريكية! لإسقاطهم بنظر الشعب وإبعادهم عن القرار.

وقفت المرجعية وخلفها القوى المعارضة، بوجه هذا المشروع الخبيث. الخبرة وقوة الأدوات، دفعت المحتل لتأجيل مشروعه، بانتظار أجواء أكثر ملائمة لتنفيذه، بدأ المحتل بإثارة النعرة الطائفية والقومية بين المكونات العراقية، لتفعيل هواجس و مخاوف المكونات من بعضها.

الخيارات منذ عام 2005 لرأس السلطة، شخصيات ضعيفة إمام السلطة والمنصب، لا تملك الرؤية وبعد النظر، لتبحر في تفعيل أجندة المحتل بعلم أو بدونه، لتتلاحق الأزمات وتشيع سياسة الصفقات والمساومات، وفتحت الأبواب أمام البعثيين والطائفيين، ليتسلموا مفاصل مهمة في الحكومة، ليشيعوا الفساد ويعمقوا الهوة بين مكونات الشعب العراقي. 

عاد المحتل وأعوانه بأدواتهم السابقة لتتبدل صفة (الخونة الذي جاءوا على ظهر الدبابة) إلى (كلهم فاشلون وحرامية)، نفس مشروع المحتل، لكن غير الأدوات.  رفع شعار حكومة التكنوقراط المستقل، ليتمكن من الانفراد بالسلطة ليمرر ما يريد، بعد أن يتخلص من القوى السياسية، التي وقفت بوجه مشروعة بالأمس.

الظروف المذكورة ساهمت بنسبة كبيرة في أنتاج الواقع الحالي، وإصلاحه ليس مستحيل، متى ما وضعت خارطة طريق واضحة، وخطوات محسوبة، وتشكيل مجلس للقادة، يراقب أداء الحكومة والبرلمان، على غرار مجالس في كثير من دول العالم كبريطانيا وإيران وحتى أمريكا. 
أن التطير من المحاصصة وتصويرها كمعطل لكل شيء، والخلاص منها قارب لإنقاذ البلاد والعباد، شعار خبيث، تستخدمه الأجندة الخبيثة المعادية، فلو كانت المحاصصة سيئة، لما اعتمدتها أمريكا على مستوى الحزب واللون. 

العراق يضم تنوعات مختلفة، مرت بتجارب مريرة مع بعضها، فقد كان الحكم المكون واحد، يجمل بكم شخصية من المكونات الأخرى، ليس لها إلا ما تتنعم به من امتيازات المنصب، لذا للمكونات أن تخشى على مستقبلها، وتضمن وجودها الحقيقي في مفاصل الدولة ، لتكون جزء فاعل في القرار وصنعه...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك