في 9/4/2003 زف نبأ لا يريد ولا يرغب في سماعه جمع من مختلف القلوب والأهواء وهم بالكثرة ..من يعيش حياة ناعمة لا حرمان فيها ولا جوع .. جوقة النظام ومؤيديه والسائرون في دربه ومسلكه .. نفوس ترفض الآخر من ناصبة صفقت واصطفت وراء نظام الحكم الواحد وصناعته داعش .. ومن تزلف من عرب المداح والمنافقين ..هؤلاء نصبوا شركا لان يبقى العراق جرح متدفق بالخوف والرعب وأصبح ما ننشده قاسيا ..ومعمدا بالدم ..وعملوا وتعاونوا مع الشيطان ضد التغيير .. وأصبح البلد كسفينة تتقاذفها الأمواج !! أيضا ساهم المنبطحون في أستمالة هؤلاء ولكنهم كانوا أكثر شرا على العملية السياسية ..بإعلام مضلل مساند لداعش في احتلاله أرضهم وعرضهم ..وكلمات يتفوهون بها اشد من وخز السيف على الطوائف الأخرى.. وبدلا من المقاومة كانت أحضان الناصبة ونسائهم مشرعة ودافئة !!
عندما نسترجع مشهد وذكريات ذلك اليوم المجيد وشريط الأحداث يكون القدر عبد لنا طريقا نحو الأمل.. ولم نشعر بالسعادة ونشوة الانتصار الا بضعة شهور !! تلتها ثلاثة عشر سنة من القلق والاضطراب وكأنها بلانهاية ..اننا لم نربح التغيير ليمهد لنا البعض من نزع ملابس النظام الهالك ولبس بما يتلاءم مع دوره الجديد في طريق العنف والفوضى والاقتتال ورفع راية التقسيم .
نمر بفترة قلقة وحالكة في تاريخ العراق وأكثرها ازدحاما بالأحداث المفجعة ..لا يستطيع أحد أن يتوقف عندها أو يقف أمامها ..أو يتساءل مندهشا عن هذا الاعتراض والتعويق لحياة أفضل وكريمة عندما اعتقدنا بأنا صرنا قاب قوسين أو أدنى منها طالما افتقدناها وتمنيناها .
كانت السنون الماضية معركة مريرة خضنا ونخوض فيها حرب ضروس محمومة ضد أعداء اليوم من كانوا إخوان الأمس .. تحير العقل أين يضع مايقوم به هؤلاء ؟ بتعاضدهم مع وحوش تتلذذ بمنظر الرعب والقتل بالغ البشاعة وأي تصنيف من البشر هم ؟وأي من يدعي العروبة والشهامة والغيرة ليفتح بيته وعرضه لجهاد النكاح !!
لا أعجب من ناس جمعوا نار حقدهم الذي يتسع يوم بعد آخر وما يقومون فيه من أفعال وما يمارسونه فعلا .. هل تتفق مشاركاتهم في حكم شوهوه وتحول الى ممارسات موتى لا ذاكرة ولا مستقبل لهم إلا الجمع بين الدكتاتورية وبشاعة الإرهاب .. مجرد حضور يتمرغ في حاضنة الدواعش ..ولا يعلمون ويدركون أن ظلم أربعة عقود فرض نفسه حتى انفجر كالبركان وجرف أمامه كل صدئات الزمن الرديء إلى حفرة الذل والعار .
لم يبقى لها الا الحشد المقدس الذي جاء من أسرار السماء حيث ولد التغيير من جديد.. لينقي جو البلد الذي تجتاحه المؤامرات ويكشف ما في داخله من الغموض والتناقضات ..فحبل صبرنا قطعته سياراتهم المفخخة ومسوخهم الانتحارية .. وحان حسم حيلهم المتشابكة ..فكل الشواهد والوقائع تدل على من وصل الى البرلمان منهم وشارك في الحكم شخصيات لا يمكن الركون إليها أو الثقة فيها !!
https://telegram.me/buratha