ما قدمه الدكتور العبادي لمجلس النواب كان وللاسف مجرد ترحيل للازمة السياسية لمدة زمانية قصيرة ولم يضع الامور باتجاه الحل الجاد، اذ ان رمي الكرة على الاخرين يجب ان يحسب بدقة بناء على واقعيات اللعبة، واعتقد ان ما فعله سيكون بمثابة فتح الباب لازمات اكثر تشددا بكثير من تلك التي مرت، ولذلك اشك جدا ان قائمته سترى النور لان من الواضح انها اعدت على عجل ولم تك مدروسة بدقة قط، وقد تسببت هذه العجلة بخلق تداعيات لن يتم التخلص منها ومن اثارها بسهولة، خاصة وان الادعاء بان القائمة لا سياسة فيها تكذبه نفس القائمة ففيها سياسيين وعلى راسها قائد سياسي،
كما وان الادعاء بانها من التكنوقراط مفضوح من السيرة الذاتية لبعضهم، ولانها عاقبت وبلا مبرر وزراء تكنوقراط بدانا نلمس اثارهم الايجابية على البلد، واقترح عليه مخلصا ان يتدارك الامر قبل ادخال البلاد في سلسلة من الازمات قد تطيح به فضلا عن قائمته، ويتجه الى رؤية واقعية على مساس مع الواقع وان يبني حكومته على تحالفات جادة ومخلصة للنهوض الى البلد لا الى التحالفات التي تصنعها اللحظة وتنهيها كل صفقة،
فالرجل لن يتمكن من تجاوز الواقع السياسي باي شكل من الاشكال ، فالقرار السياسي ليس مجرد رغبة وانما هو القدرة على الفعل، والعبرة فيه ليس للفعل فحسب، وانما العبرة للحكمة في الفعل، والحكمة هي في كيفية حفظ البلاد امام المعضلات وتجنيبها المازق.
https://telegram.me/buratha