بين ليلة وضحاها تنهال علينا اللجان ، التي تدعي كمالها ، وأنها ستعطي كل ذي حق حقه ، وان كانت سمعة اللجان الحكومية العراقية تنذر بالتسويف ، وتعطي احساساً بالاحباط ، ليس كلاماً سلبياً بقدر ما هو انطباع تركته اللجان السابقة في انفس الناس ، وبالامكان تغيير هذه الرؤية ، وهذا الانطباع ، اذا كانت اللجان لها من الأكاديميين والخبراء حضوة ، تستطيع من خلالها فرض نفسها وكسب الاعتراف الذي يسبقه امل بنتائج ترضي المتابعين
نسمع ونرى ان السيد مقتدى الصدر شكل لجنة لتقيم الوزراء والاداء الحكومي ، تلاها العبادي بلجنته التي يرأسها مهدي الحافظ ، وقد ترأس الاولى الشيخ سامي عزارة ، واضيف لها بعض اللجان من بعض الجهات والرئاسات
جاءت استقالة عبد المهدي مفاجأة ، بعد ان رُفضت استقالته مراراً مسبقاً ، وان لمن الغريب ان تتمسك الحكومة بوزير ، وهو يرفضها بكل منافعها وابهتها ، احتراماً لكفائته وتاريخه وإنجازه
انها لمن سخرية القدر ان يقيمك من لم يصل الى فُتاة ماتحمله من فكر وقدرات ، انها ليست كلمات غلو متحيز ، وانما وجهة نظر تبتعد عن الأحكام المسبقة ، ذات الخلفيات المشبوهة ، وتنتقد ما يجري بموضوعية ، الم يكن من المفروض ان يقيم هكذا رجال بمن هو بمستواهم ؟ ، فظلا عن التساؤل البريء ، ماهو إنجاز مهدي الحافظ ومن تلاه ليجعلهم بموقع الحكم والمعيار الذي يقيم الآخرين ؟ ، من يقيم الناس يجب ان يكون نجاحه مثلاً يضرب أينما ذُكر واينما حل
لا شيء في نظري استحقاقاً للشجب والإنكار اكثر من مقييمين هم اولى بأن يُقييموا ، لا ان يكون تقييمهم مقياساً ومعياراً لنجاح من هو ناجح بأمتياز
عزة النفس الجنوبية ، لا ترضى ان تكون بمثل هكذا موقف ، وان قالوا بنجاحه ، فشهادتهم لن تضيف له شيئا ، وان قالوا بعكس ذلك فهم ابعد من ان يصلوا الى عمق فكره ومشروعه ، فالمعرف لا يُعرف ، والانجاز لا يخفى على كل ذي عقل ، وسُتذكر على انك قد ملكتهما : النجاح الذي لا يمكن ان يُنكر ، وعزة النفس التي لا يستغنى عنها من اجل منصب .
https://telegram.me/buratha