بعدما بدأت ادرك ما يقال ، وان كنت لا افقه تفسيره ، انظر الى كلمات اهلي الخائفة واستمع ، يهمس احدهم بأذن الاخر ، خوفاً من سماع الجدران ، ان هنالك رجلا ً قد قال كلا ! ، لم اعرف لمن ، ولا لأي شيء ، جل ما علمته انها كلمة محرمة ، قد تدخلني الجحيم ان نطقتها !
ازداد فضولي وتسائلت بعدما بلغت أشدي ، وعلمت ان اسمه محمد باقر ، ابن زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم طيب الله ثراه ، وعلمت ان هذه العائلة هُددت بالفناء حيث اعدم 63 شهيداً منها ، وبهذا تيقنت ان كلمة ( كلا ) لم تخرج من فراغ ، وانما هي كلمة أصيلة في ادبيات هذه العائلة المباركة
حيث نشأ شهيد المِحْراب في ظل مرجعية والده الحكيم ، وتلقى دروسه حتى السطوح العليا في النجف الأشرف ، وحصل على درجة الاجتهاد وهو بعمر 21 عاماً ، ولم يقتصر جهاده على العلم وجهاد النفس ، وانما كان للجهاد الأصغر مكانةً كبيرة في نفسه ، حيث كان من أوائل المؤسسين للحركة الجهادية الاسلامية ، ومن الأعمدة الاساسية التي اعتمدت عليها حركة الشهيد الصدر (قدس)
هاجر مع عائلته ليكمل مسيرته المعارضة للظلم ، بعدما قطعت عليه السبل داخل وطنه ، أسس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ، وأمضى عقدين من الزمن في سوح الجهاد المباشر قائداً للمجاهدين من كل الاطياف ، وهذه احدى مميزاته ، وهي احتواء الجميع تحت عبائته ، ورعايته لجميع المستضعفين والمهمشين بغض النظر عن انتمائاتهم ، التفوا حوله لما سمعوه منه من سعة الأفق ، وإعطاء الحقوق ، حيث كانت كلماته ( نحن لا نؤمن بالنظام الطائفي ولا العنصري ) فقد كان وطنناً داخل وطنه ، كان هويةً شاملة
قدس وحدة الامة ، وحارب مشتتيها ، ودافع عن وحدتها حتى شهادته ، ومن اجمل كلماته التي لا زلت اشعر بها تلامس وجداني ، كلماته عن وحدتنا والتزامنا بمراجعنا ( ان من اول الاولويات لدينا ، هي وحدة كلمتنا ، ان تكون كلمتنا واحدة ، فمراجعنا متحدون ، ونحن في خدمة مراجعنا )
فسلام عليك يوم ولدت ، ويوم جاهدت ، ويوم تغربت ، ويوم قُتلت ، في الشهر الحرام ، وفي اليوم الحرام ، وفي المكان الحرام ، عند جدك امير امير المؤمنين (ع) ، فأنطبقت عليك الروايات ، فكنت انت النفس الزكية .
https://telegram.me/buratha