المقالات

العامل الصامت

1210 21:05:43 2016-03-23

يتحدث بعض المفكرين حول أيهما أولى ، الفكرة المجردة ام العمل الفوضوي ، وكل يميل الى حيث يهوى ، فدعاة الفكرة يكفرون بالعمل الفوضوي الذي لا يستند الى رؤية واضحة ، ودعاة العمل يعتبرون ميدان الفكر هو ترف محض . وبين هذا وذاك يمكن استنتاج امر واضح هو ان ما ينقصنا ليس منطق الفكرة ، وانما منطق العمل والحركة التي تحمل في طياتها بعداً استراتيجياً لما يجب ان يكون عليه الامر ، فأغلبهم لا يفكرون ليعملوا ، وانما ليقولوا كلاماً مجرداً ، غايته إثبات ذات ، وليس تقديم منتج يمكن تلمسه في الواقع المعاش ، وإسكات الاعلام بالكلام المنمق ، وبأسلوب التبرير الذي يرمي بالاخطاء على الآخرين ، وهذا ابرز ما موجود في الساحة السياسية العراقية ، ولم يكن احد ينتظر ان يرى غير ذلك او يسمع ، وهو حتى غير مستعد لسماع ما يوحي بعكس ذلك 

وفي زمن الاضطراب السياسي ، والانشغال بالتكنوقراط الوزاري ، يقدم لنا عادل عبد المهدي معزوفة تطرب الاقتصاد العراقي الريعي ، الذي اعتاد الشجن ، من المديونية الى العجز الى التضخم الى الركود ...... الخ ، وسط المناكفات السياسية والإعلامية التي تقرع طبول الحرب ، نراه يعمل صامتاً بدون ضجيج ، حتى انتقده اقرب المقربين عليه لانه لا يدافع عن نفسه ، كان شعاره ( دع عملك يتكلم ) ، وقد تكلم عمله فعلا ! 

كل متتبع للاقتصاد العراقي لم يكن يحلم بأن يتجاوز انتاج النفط ما وصل له الانتاج في الحكومة السابقة ، حيث كان يعتبر انجازاً كبيراً ، يرافقه الضجيج الإعلامي والسياسي حيثما جلسوا وحيثما تحدثوا ، نحن من أنتج 2،1 مليون برميل في اليوم !!! ، بينما نرى عبد المهدي قد أوصل انتاج النفط الى 4،3 مليون برميل يومياً ولا نسمع له صوتاً ، وكأنه لا يعلم بذلك ! ، فَلَو كان هذا عند غيره فهل كان سيتركنا ننام الليل بهدوء ؟! 

وفي الوقت الذي يستورد فيه العراق كل شيء ، أفكاره ، مشاكله ، حلوله ، احتياجاته الحياتية ، لا نراه يصدر شيئاً يذكر ، مجرد مستور ، يستورد كل شيء ، حتى بات ينظر لنا ويشبهنا البعض بالمقبرة التي تأخذ ولا تعطي ، وزارة النفط ولأول مرة في تاريخ العراق تصدر الغاز السائل الى الخارج ، بعدما كان يحرق في زمن الحكومات السابقة ، فهل سيشمل التغيير من تحدث عمله ، ويتغاضى عمن نراه في شاشات التلفاز اكثر من المقدمين انفسهم ، لانه ليس لديه ما يعمله ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك